أظهر التقرير الجديد لمنظمة الصحة العالمية أن شخصا يتوفى كل 20 ثانية، أي بمعدل ثلاثة أشخاص كل دقيقة، جراء إصابته بمرض السل. وتبين من خلال التقرير الذي نشر مؤخرا بأن 1.7 مليون شخص في أنحاء العالم لقوا حتفهم جراء السل سنة 2009، بينهم 380 ألف شخص مصاب بمرض داء فقدان المناعة. وذكرت المنظمة في تقريرها العالمي حول السل، أن المرض انخفض انتشاره خلال العقدين الماضيين بنسبة 20%، وذلك رغم وتيرة مكافحته التي تتسم بالبطء، إذ كان متوسط معدل المصابين على المستوى العالمي سنة 1990 يبلغ250 مصابا بين كل 100 ألف شخص ، بينما بلغ المعدل سنة 2009 نحو 200 مصاب بين كل 100 ألف شخص، كما رصد التقرير انخفاضا في عدد حالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالسل في نفس الفترة الزمنية بنسبة 35% . وأظهرت البيانات ذاتها أن معدل الوفيات جراء هذا المرض كان يبلغ 30 حالة وفاة بين كل 100 ألف شخص على مستوى العالم ، بينما بلغ المعدل سنة 2009 نحو 20 حالة بين كل 100 ألف شخص، كما أعربت المنظمة في التقرير عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الحالات المصابة بأنواع من السل شديدة المقاومة للأدوية. وتجدر الإشارة إلى أن السل مرض بكتيري يصيب الرئتين ويمكنه الانتقال من الشخص المصاب إلى الشخص السليم في الهواء عبر رذاذ الفم والأنف. وارتباطا بذات الموضوع ، أشارت وزيرة الصحة في جواب لها عن سؤال للفريق الاشتراكي بمجلس النواب خلال جلسة الثلاثاء 9 نونبر الجاري، حول وضعية المراكز الاستشفائية الخاصة بداء السل، إلى أنه وفق التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية، فإن المغرب قد حقق نتائج إيجابية في ما يخص تقليص نسبة الإصابة بهذا الداء، إذ انخفضت نسبة حدوث داء السل ب 2 إلى 3 % سنويا، وبلغت نسبة اكتشافه 93 % ، بينما بلغت نسبة العلاج 86 % . وأضافت الوزيرة في تعليقها على الموضوع، أن الإستراتيجية الحالية المتبعة من طرف وزارة الصحة في إطار برنامج محاربة داء السل، ترتكز على عاملين اثنين هما : أولا : اعتماد المنظمة العالمية للصحة لنمط علاجي يرتكز بالأساس على التطبيب وليس على الإستشفاء. ثانيا : نهج استراتيجية جديدة تعتمد التشخيص المبكر للمرض وإدماج علاج المرضى ضمن سياسة القرب، جد مؤطرة. وأشارت بادو إلى أنه «تنفيذا لهذه المقاربة الجديدة تم إنشاء مصالح متخصصة لمرض السل مدمجة بالعديد من المستشفيات عبر التراب الوطني والتي يبلغ عددها حاليا ما يناهز 34 مصلحة (29 بالمستشفيات المسيرة بصورة مستقلة، و5 بالمراكز الإستشفائية الأربعة)، بالإضافة إلى 4 مستشفيات متخصصة ( 3 تابعة للمراكز الإستشفائية المسيرة بصورة مستقلة ومستشفى واحد تابع للمركز الإستشفائي ابن سينا : مستشفى مولاي يوسف ).