خلال أطوار مباراة نصف نهاية كأس العرش النادي القنيطري والمغرب الفاسي التي احتضنها ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء عشية السبت المنصرم كان الجمهور القنيطري الأكثر تمثيلا وقدم لوحات رائعة ومنسجمة زادت من عزيمة وحماس لاعبي الكاك، مما جعلهم يسيطرون على مجريات الشوط الأول الذي خرجوا فائزين فيه بهدف لصفر، لكن خلال الشوط الثاني تحول الجمهور القنيطري من مشجع إلى متحامل على أحد مكونات النادي، وهو المكتب المسير والرئيس حكيم دومو الذي أشبعه الجمهور سبا من خلال ترديده شعارات أفقدت اللاعبين تركيزهم إلى حد تضييع ضربات جزاء سهلة. فماذا يريد هذا الجمهور الذي يشهد له الجميع بحبه وتضحياته للنادي القنيطري؟ هل السب والاحتجاج اللامبرر من شأنه مساندة الفريق وخاصة لاعبيه الشبان الذين يتميزون بسرعة فائقة، فماذا بوسع دومو ومكتبه أن يفعلوا؟ هل ينفذون ضربات الجزاء بدل اللاعبين ، مهمة المكتب والرئيس خاصة تنحصر في تهييء الفريق في ظروف جيدة، وهذا ما حدث، إذ عسكر الفريق في أحد أضخم الفنادق بالمملكة. لقد كان حريا بالجمهور القنيطري أن يحتج وبشدة على اللامبالاة التي يمارسها المسؤولون عن المدينة الذين لا توجد للرياضة مكانة في قاموسهم إلى درجة أنهم كانوا يجهلون المرحلة التي وصل إليها فريق المدينة، ولا حتى خصمه في لقاء نصف نهاية كأس العرش الغالية على قلوب كل المغاربة، نعم لقد كان أجدر بالجماهير أن تستفسر هؤلاء عن تلك اللامبالاة التي يمارسونها، إن كانت عن جهلهم للرياضة فهم معذرون، أما إذا كانت عن قصد ، فهي الطامة الكبرى التي وجب عليهم أن يوضحوها للرأي العام، خاصة جماهير الكاك، هذه الجماهير التي تطالب من دومو «يمشي بحالو»، فدومو فعلا مشى بحالو، بل خلال الجمع العام طلب من الجميع أن يأتوا بمن يسير الفريق ويخلفه، لكن أولئك الذين يتكلمون ويخططون بالمقاهي يختفون وراء الكراسي .. لتقديم الحلول التي من شأنها أن تساعد الكاك على تحقيق نتائج أفضل، التي لا يمكن الحصول عليها دون موارد مادية قارة. فدومو مل على ما يبدو من الاحتجاجات المجانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ونظن أنه في طريقه إلى التخلي نهائيا عن تسيير وتدبير أمور النادي القنيطري، وذلك في ظل اللامبالاة و«الميكا» التي يمارسها المسؤولون بالمدينة الذين لا يعيرون للرياضة أدنى اهتمام.