تأهل فريقا اتحاد الفتح الرياضي والمغرب الفاسي إلى المباراة النهائية لمسابقة كأس العرش في كرة القدم لموسم 2009-2010، عقب فوزهما على التوالي على كل من فريق الدفاع الحسني الجديدي والنادي القنيطري في مباراتي نصف النهاية ، اللتين جرتا يوم السبت، بملعب المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء. وسجل اللاعب رشيد روكي هدف فوز الفتح على الكاك في الدقيقة 44 من ضربة جزاء. وهي المرة السابعة، التي يبلغ فيها الفريق الرباطي، المباراة النهائية لهذه المسابقة ، علما بأنه سبق له أن عانق الكأس الفضية أربع مرات سنوات 1967 و1973 و1976 و1995 وخسر نهايتي 1960 و2009. أما فريق المغرب الفاسي فقد حجز بطاقة تأهله لنهاية مسابقة كأس العرش للمرة العاشرة في مشواره الرياضي، عقب فوزه على فريق النادي القنيطري بالضربات الترجيحية 3-2، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (1-1). وكان الفريق الفاسي أحرز الكأس مرتين عامي 1980 و1988 وخسر سبع نهايات سنوات 66 و71 و74 و1993 و2001 و2002 و2008. ... لم يكن هذا اللقاء الأول المقدم في طبق نصف النهاية من المستوى الرفيع بقدرما كان من طينة اللقاءات التي يغلب فيها الحذر وانتظار الأخطاء للركوب عليها من خلال المرتدات الهجومية التي طغت على أطواره من أجل التسجيل فيه، وهذا ما حدث بالضبط بالنسبة للنادي القنيطري الذي تصيد هدفه في الشوط الأول وللمغرب الفاسي الذي أدرك التعادل في الجولة الثانية مع امتياز طفيف لبعض التحركات الهجومية للفاسيين الذين أخطأوا فيها الطريق إلى شباك الحارس القنيطري، وكل هذه السناريوهات هي التي أوصلت اللقاء إلى الأشواط الإضافية ومن بعدها ضربات الجزاء الترجيحية. شوط الامتياز للقنيطريين كان هذا الشوط مبعث تفوق واضح للفريق القنيطري على جميع المستويات الفنية والتكتيكية والبدنية وقد ظهر على الفريق الانضباط في كل خطوطه وتحركاته وهدوء عملياته مما كان وراء هدف السبق في الدقيقة 21 برأسية اللاعب هشام العروي، وهذا التفوق كان وراء ذكاء المدرب أوسكار ولاعبيه الذين عرفوا كيف يستغلون تتاقل لاعبي المغرب الفاسي والبطء الواضح لتحركاتهم على مستوى الخطوط الثلاثة والبحث عن أسلوب لعب يوقعون به انسجام القنيطريين الذين أنهوا شوطهم هذا بنتيجة مستحقة. عودة الروح للفاسيين لم يكن من حل أمام المدرب رشيد الطاوسي ولاعبيه من خيار خلال هذا الشوط سوى تدارك ما فاتهم في الجولة الأولى ومحو الصورة الباهتة التي ظهر عليها الفريق أو الاستسلام للتفوق القنيطري لذلك لاحظنا أن الفريق الفاسي منذ انطلاقة هذا الشوط بادر الى الضغط المتوالي الذي أقلق القنيطريين بل فرض عليهم التقوقع في الدفاع ومحاولة البحث عن مرتدات هجومية خاطفة وكانت الدقيقة 52 مواتية للفاسيين الذين سجلوا فيها هدف التعادل بواسطة المهاجم فال قادر بعد دخوله بديلا للمهاجم بوزون بدقيقة واحدة ليشكل تسجيل هذا الهدف تحررا للاعبين الذين أظهروا بعده انسجاما بل تحكما في مجريات اللعب أثمرت فرصا حقيقية للتسجيل أبرزها في الدقيقتين 76 بواسطة تيكانا و 87 بكرة فال قادر الذي ردت العارضة قديفته بعد انهزام الدفاع والحارس زهير العروبي. شوطان اضافيان بلا نتيجة لم يغير الشوطان الاضافيان من النتيجة التي انتهت بها 90 دقيقة (1/1) بعد أن سقط اللعب فيهما وسط الميدان وظلت المناوشات الهجومية فيهما بدون فعالية بالنسبة للاعبي الفريقين بعد العياء والمجهود المبذول طيلة 120 دقيقة لتصل المقابلة إلى ساعة الحسم التي هي ضربات الجزاء الترجيحية. ضربات الأعصاب لا الترجيح يمكن وصف سلسلتي الضربات الترجيحية التي فصلت بين الفريقين بضربات الأعصاب والترقب لما عرفته من تشويق أمام عدم قدرة الفريقين التحكم في تنفيذها وتفوق الحارسين هشام لعروبي واناس الزيتني وهذا ماكان وراء إنهاء السلسلة الأولى ب 2/2 والأخيرة ب 0/1 لصالح المغرب الفاسي الذي ضمن هذه بنتيجة (3/4) تأهله لمقابلة النهاية التي حدد تاريخ إجرائها يوم 25 نونبر الجاري مدرب النادي القنيطري أوسكار: ضربات الجزاء يلعب فيها الحظ أكثر من التركيز...!! لعبنا ضد فريق كبير رغم أن لافرق بيننا على مستوى الظهور بالملعب وتبادل السيطرة مابين الشوطين وهو ما كان وراء وصول المقابلة إلى ضربات الجزاء الترجيحية التي يلعب فيها الحظ بنسبة كبيرة بعد إرهاق 120 دقيقة من اللعب عند اللاعبين. حقيقة كنا سباقين إلى التسجيل لكن الفريق الفاسي عرف كيف يعادل النتيجة وبضغط فيما لاعبو فريقي الشباب الذين قاموا بلقاء جيد كانت تنقصهم تجربة مثل هذه المقابلة الحاسمة. مدرب المغرب الفاسي الطاوسي: المقابلة لاتجري في شوط واحد!! لقد كانت المقابلة صعبة والفوز بها ليس مقتصرا على شوط واحد. لذلك فرغم الظهور الباهت لفريقي خلال الجولة الأولى افهمت اللاعبين أنه مازال أمامهم الوقت لتدارك الموقف وعليهم الاندفاع والبحث عن النتيجة المؤهلة، وهذا ما حدث في الجولة الثانية التي فرضنا فيها أسلوب لعبنا وحققنا التعادل وكان بإمكاننا الحسم في النتيجة قبل الوصول لضربات الجزاء التي كانت مثيرة. اهنئ اللاعبين والجمهور وكل مكونات الماص على هذا التأهل. نهائي كأس العرش يوم 25 من هذا الشهر أخيرا حسمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شأن الموعد النهائي لمسابقة كأس العرش حيث قررت إجراءه يوم 25 من نونبر الجاري بدل 18 من نفس الشهر الذي كان مقررا من قبل نظرا لتزامته مع عيد الأضحى المبارك. وأكدت بعض المصادرات أن مجمع الأمير مولاي عبد الله بمدينة الرباط هو الذي سيحتضن هذا العرس الكروي الذي سيجمع بين المغرب الفاسي الذي حجز بطاقة التأهل على حساب النادي القنيطري بالضربات الترجيحية والفتح الرياضي على الدفاع الحسني الجديدي بهدف رشيد روكي عن طريق ضربة جزاء. وقالت ذات المصادر إن الحكم حميد الباعمراني هو المرشح الأوفر حظا لقيادة هذه المباراة النهائية.