لم يقو كل الذين شاهدوا مباراة النادي القنيطري لكرة القدم والمغرب الفاسي التي جرت بالملعب البلدي أول أمس الأحد بالقنيطرة برسم الدورة السابعة من منافسات قسم الصفوة على إخفاء انبهارهم ودهشتهم إزاء اللوحات التي رسمها جمهور الكاك في بداية المباراة سواء بالأناشيد وشعارات التشجيع أو" التيفو " الضخم الذي غطى جميع المدرجات العارية والذي أحال على أمجاد النادي عندما فاز بكأس العرش سنة 1961 ،وشكل دعوة لإعادة هذا التاريخ الجميل ..ويمكن القول ان المشاهد النادرة التي عبر بواسطتها الجمهور عن حبه للفريق ودعمه له هي أجمل ما سجل في هذه المباراة التي غابت عنها الأهداف ،وكانت خالية في جل أطوارها من الإثارة والحماس ..وبالعودة إلى المقابلة التي تابعها مساعد مدرب المنتخب الوطني كوبرلي برفقة المعد البدني الملاحظ ان النادي القنيطري دخلها بكامل عناصره ،في حين تغيب عن الفريق الضيف كل من الشيحاني والريحاني بداعي الإصابة ..المحليون بدوا في بداية المباراة أكثر اندفاعا نحو مرمى الزوار لكن خط الهجوم عجزعن إيجاد ثغرة في دفاع الخصم لتسجيل هدف مبكر،وبإستثناء محاولة واحدة جادة انفرد خلالها اللاعب بلال بيات بحارس المغرب الفاسي دون ان يترجمها إلى هدف فان باقي أطوارالمباراة ظلت محاولات فرسان سبو خجولة وبينت بشكل واضح عقم خط هجومهم مثل حال العديد من الأندية الوطنية ..وفي المقابل كان الفريق الضيف واثقا من نفسه عازما على الفوز، وخلق ثلاث فرص حقيقية للتسجيل لكنه ضيعها ببشاعة كان أهمها ضربة الجزاء في الدقيقة الرابعة من الشوط الأول حصل عليها عندما تعمد حارس الكاك زهير لعروبي إسقاط أحد اللاعبين الفاسيين في مربع العمليات ، لكن عند التنفيذ تصدى للكرة ببراعة وأنقد مرماه من هدف محقق كان بإمكانه تغيير مجرى المباراة ..ولم يستغل المغرب الفاسي خلال الشوط الثاني النقص العددي لذى الكاك بعد طرد الحكم نور الدين ابراهيم من عصبة البيضاء عبد الواحد الشخصي بعد ان لمس الأخير الكرة بيده لتنتهي المقابلة إلى نتيجة البياض التي يبدو انها أرضت الفريقين كما يتضح ذلك من خلال تصريحات كل من رشيد الطوسي مدرب الماس ،ومنير الجعواني مساعد مدرب النادي القنيطري ..فالأول أوضح ان المغرب الفاسي ضيع الانتصار في القنيطرة لكن النتيجة مع ذلك إيجابية ،معبرا عن يقينه من ان التركيبة الفتية لفريقه ستجعله يقول كلمته في المستقبل .من جانبه أكد منير الجعواني ان الكاك لعب خلال الأسبوع مع فريقين كبيرين الفتح والماس في البطولة لذلك فأن كسب نقطة واحدة وتجنب الخسارة هو في حد ذاته نتيجة مهمة ..وإذا كانت نتيجة التعادل منصفة للطرفين، فإن المقابلة التي سيلتقي فيها الفريقان يوم سادس يونيو القادم برسم نصف نهاية كأس العرش في ملعب محايد لن تقبل القسمة ،لذا فإنه من المؤكد ان المدربين خاضا مباراة أول أمس وتفكيرهما منصرف إلى المباراة القادمة التي لا شك انهما أعدا لها العدة بشكل يتوقع ان تكون قوية ومثيرة من أجل إنتزاع ورقة التأهل إلى النهاية، وليس حصول ممادو ديانج المدافع الصلب في دفاع النادي القنيطري على البطاقة الصفراء الرابعة التي فرضت عدم إشراكه في المباراة التي ستجرى ضد آسفي الأسبوع القادم بالصدفة ... والجدير بالذكر ان كل من مدرب الماص ومساعد مدرب الكاك وكل الذين تابعوا المباراة أشادوا كثيرا بالجمهور الذي كان بحق نجم اللقاء بدون منازع ،على ان ما أثار الإعجاب بصفة خاصة هو اللافتة التي علقها على طول المدرجات وكتب عليها "انه لا يصنع المستقبل إلا أولئك الذين تجرؤوا على أن يحلموا به أيام كان مستحيلا" ليبرهن على انه لا يتقن فقط أساليب التشجيع و الدعم بل أيضا هو جمهور واع ويثق في المستقبل ويحلم بفريق يعيد الأمجاد ويحفر في خريطة رياضة كرة القدم ببلادنا إسمه من جديد ،..والسؤال المطروح على لسان كل الرياضيين بالقنيطرة هو ألا يستحق هذا الجمهور ملعبا في المستوى على غرار مدن أخرى؟؟ ومتى يترجم المسؤولون وعودهم التي قطعوها على أنفسهم في تصريحات أمام الصحافة حين التزموا بأنه في فترة الصيف سيجهز الملعب البلدي بالإنارة ،وستنجز الدراسات لبناء مدرجات جديدة ؟؟ لكن الصيف ولى دون ان تجد هذه الوعود طريقها إلى التنفيذ ...إلى متى إذن ؟؟