فاجأ فريق الفتح الرباطي جميع المهتمين بالشأن الكروي محلياً وإفريقياً، بمستواه اللافت للنظر، والذي أبان عنه في المقابلات التي أجراها في مختلف المواجهات على صعيد البطولة الوطنية ومنافسات كأس العرش وبطولة كأس الاتحاد الإفريقي. ولمزيد من المستجدات حول فريق الفتح، كان لنا لقاء مع اللاعب المخضرم رشيد روكي المُحتفل أخيراً بعيد ميلاده (36). ويعتبر روكي واحداً من الأعمدة الأساسية للفريق الرباطي الذي تساهم بشكل وافر في تألقه، وتأطير مجموعة اللاعبين الشباب داخل رقعة الملعب الى جانب بنشريفة والبقالي، حيث قدم هذا الثلاثي دعماً معنوياً وعطاء غزيراً للمجموعة الفتحية. رشيد في نظرك، ما هو السر في تألق الفتح الرباطي هذا الموسم..؟ بطبيعة الحال، التألق لم يأت من فراغ. فمنذ قدوم الرئيس الحالي علي الفاسي الفهري، تم وضع برنامج طموح، صعد بالفريق من الدرجة الثانية الى قسم الكبار، وكانت الاستمرارية من خلال عمل جاد احترافي بكل ما في الكلمة من معنى، تميز بالاستقرار التقني وفي مجموعة اللاعبين، حيث لم يتم تغيير تشكيلة الفريق بشكل كبير، فاللاعبون الذين أنجزوا الصعود تم الاحتفاظ بهم، وتطعيم المجموعة بلاعبين في أماكن معينة يشكو منها الفريق خصاصاً. تشكيلة الفريق تتكون من 24 لاعباً يسود الانسجام التام فيما بينهم ويشكلون أسرة واحدة متماسكة مع جميع مكونات النادي، إضافة الى أن المدرب المحنك عموتة يتميز بفرض الانضباط والمثابرة في العمل، وهذا ليس جديدا، لأنه منذ أن كان لاعباً مارس بالانضباط والجدية. يقولون بأن المدرب عموتة يمارس في عمله الصرامة الشديدة حتى أنه في بعض الأحيان يتجاوز اللياقة مع اللاعبين..؟ في الحقيقة، أعتبر صرامة أي مدرب مهما كانت قوية، تعود بشكل إيجابي على الفريق وعلى المجموعة ككل، وأنتم الآن ترون مسيرة الفتح وانضباط اللاعبين وتطبيقهم لخطة المدرب على رقعة الملعب وحتى خارجه. وكيفما كانت صرامة أي مدرب، فإنها في النهاية تصب في مصلحة المجموعة. كيف تقرؤون أنتم اللاعبون تأهل الفريق إلى نهاية كأس العرش. وعلى وشك التأهل أيضاً إلى نهاية كأس «الكاف» ومسيرته موفقة في البطولة..؟ بكل صراحة، أقول بأن أكبر المتفائلين لم يكونوا يعتقدون أن مسيرة الفتح سيحالفها هذا النجاح التاريخي الباهر. وبهذا الشكل الإيجابي حقيقة لصالح كرة القدم الوطنية. ولكن لا يجب نسيان العمل الجيد الذي يقام النادي بكل مكوناته، كل في حدود اختصاصاته، إضافة الى الصلاحيات التقنية الواسعة التي يتمتع بها المدرب عموتة جعلته يعمل في أجواء يسودها احترام التخصص، وانعكس ذلك إيجابياً على نتائج ومسيرة الفريق. وماذا عن المقابلة القادمة ضد الاتحاد الليبي، بعدما فزتم عليه في الذهاب، وخصوصاً أنكم منقوصون من ثلاثي تعتبر من أعمدة الفريق، بن شريفة، إسوفو، البقالي..؟ بطبيعة الحال، ستكون المباراة حارقة وقوية وصعبة، لأن الاتحاد الليبي ليس له ما يخسره باعتبار انهزامه في عقر داره وأضحى من اللازم عليه البحث عن الفوز وبطاقة التأهيل. فوزنا بليبيا يزيد من حجم المسؤولية الملقاة على جميع مكونات الفتح، وخصوصاً اللاعبين، وإن شاء الله بقدرة وعزيمة اللاعبين وخوض المباراة وبجدية وقتالية وصمود وتقوية الجانب النفسي، سيكون الفوز بورقة التأهيل من نصيبنا ونشرف بذلك وجه كرة القدم الوطنية التي تسعى جاهدة إلى الرجوع إلى التألق القاري والدولي المفقود منذ سنوات. أما عن الغيابات الوازنة في صفوف التشكيلة التي سنخوض بها المباراة، سينقصنا لاعبون من الوزن الثقيل، ولكن فريق الفتح يلعب كمجموعة منسجمة متكاملة تعتمد على اللعب الجماعي وخطط اللعب الواضحة، وهذا سر تفوقنا، وبالمناسبة، أهيب بالجمهور الرياضي الوطني الحضور في ملعب الفتح بكثافة يوم المباراة لمساندتنا في هذا اللقاء المصيري. ما الذي يجمع بين السياسة والرياضة..؟ أعرف قصدك.. أنا رياضي ولا أمارس السياسة ، لكن الذي وقع أنني أُرْغِمت على ارتكاب خطأ ليس له ما يبرره، لأنني أعتبر الجميع سواسية، الرياضي للجميع ولا يجب استغلاله من طرف أي كان.