شهدت الثانوية الإعدادية البارودي بجماعة بني هلال دائرة سيدي بنور، يوم الثلاثاء الماضي، وقفة احتجاجية نظمها أطر وتلامذة المؤسسة، مؤازرين بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي بنور ، على خلفية قطع الماء عن المؤسسة بتعليمات من رئيس الجماعة المعروف لدى الأوساط البنورية بالصفعة المشهورة التي وجهها مؤخرا لأحد أفراد القوات المساعدة بمقر عمالة الإقليم!، حيث ردد التلاميذ، وبكل تلقائية، شعارات التنديد والاستنكار لهذا السلوك الذي يفتقد للمواطنة، ويضرب في العمق المؤسسة التعليمية المغربية، وبالتالي كل المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية البشرية بالمنطقة. السلوك الذي أقدمت عليه جماعة بني هلال ، بقطع الماء على تلاميذ وتلميذات الثانوية الإعدادية البارودي، والتي تضم أزيد من 600 تلميذ ، منهم حوالي مائة بالقسم الداخلي للمؤسسة، أثار حالة استنفار في صفوف الجهات المسؤولة، حيث تابع النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية الأمر عن كثب ، أما مسؤولو الجماعة، فقد اعتبروا أن الأمر صادر عن الرئيس، ولا يمكن مناقشته، في حين أعطى عامل الإقليم تعليماته بإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وتزويد المؤسسة بالماء، حيث نظم اجتماع بالمنطقة، حضره إلى جانب رئيس المؤسسة وأطرها، كل من رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والكاتب العام لعمالة إقليم سيدي بنور، ورئيس دائرة سيدي بنور، وقائد قيادة بني هلال، الذين تدخلوا بشكل مباشر للإشراف على حل المشكل، بإعادة ربط المؤسسة بقنوات المياه التي تم تدميرها صباحا بشكل هستيري.. بقرار تظل خلفياته لايعرفها سوى رئيس الجماعة، غير أن أهدافه كانت واضحة للجميع، وهي حرمان التلاميذ والتلميذات أبناء المنطقة التي «انتخبته» من نعمة الماء، التي وهبها الله عز وجل لعباده. وفي تعليقه على الحدث، صرح إبراهيم العدراوي رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسيدي بنور، بأن «هذا السلوك يشكل خرقا سافرا لحقوق الطفل، وأن احتجاج الأطفال وأطر المؤسسة على الضرر الذي لحقهم جراء قطع الماء عن مؤسستهم، يعكس تجذر الوعي المدني في المدرسة » .