شهدت المدينة القديمة لمدينة الدارالبيضاء ومحيطها صبيحة يوم أمس الجمعة 5 نونبر الجاري، مسيرة رمزية غير مسبوقة، إحياء لذكرى المسيرة الخضراء، شارك فيها أكثر من 350 طفلا وشابا وشابة، يمثلون 35 مؤسسة تعليمية (ابتدائية وإعدادية) لعمالة أنفا. المسيرة التي انطلقت من منطقة «عرصة الزرقطوني» بالمدينة القديمة، بحضور عامل عمالة أنفا والسلطات المعنية، والتي تميزت باستلهام العديد من معطيات ووقائع المسيرة الخضراء لسنة 1975، منها الاستماع لمقتطف من خطاب انطلاقة المسيرة للملك الراحل الحسن الثاني، وترديد الشعارات والأغاني التي خصصت لذات الحدث الوطني و تلاوة قَسَم المسيرة، عرفت تجاوباً كبيرًا من قبل المواطنين بمختلف النقاط التي مرت منها المسيرة (شارع الموحدين، شارع هوفويت بْوانيي، وشارع الطاهر العلوي، باب مراكش، السور الجديد، وصولاً إلى مسجد الحسن الثاني)، حيث انخرط العديد من الأطفال والشباب وغيرهم، وباتوا يُرددون ذات الشعارات والأهازيج والتكبيرات، فيما ظل البعض الآخر يشارك بصيغة أو أخرى في المسيرة، إما عبر تتبع وقائعها أو ترديد شعاراتها، أو تصوير مشاهدها من شرفات العمارات وأسْطح المنازل، ومن فضاءات المقاهي. هذا الحدث الرمزي غير المسبوق الذي أعطى انطلاقته عامل عمالة أنفا والذي ينظمه مجلس جمعيات عمالة أنفا (35 جمعية)، والتي أجمع العديد من المواطنين، الذين التقيناهم في نقاط مختلفة من مسار المسيرة، على أهمية دلالته المحلية والوطنية يندرج، كما هو معلوم، ضمن مشروع الملتقى الأول ل «المواطنة الحداثية» الذي ينظمه مجلس جمعيات عمالة أنفا المذكور خلال أيام الجمعة، السبت والأحد 6/5 و 7 نونبر 2010، وهو الملتقى الذي ستتضمن فعالياته ندوات وورشات وأنشطة فنية ورياضية، ولقاءات تحسيسية بين الجمعيات وفعاليات مختلفة وأطفال وشباب المدينة القديمة، بهدف التحسيس مثلا بقيمة قيم النبل الاجتماعي في تحقيق التأهيل المأمول للمدينة القديمة. ونشير في هذا السياق، إلى أن مجلس جمعيات عمالة أنفا سابق الذكر، أصدر بهذه المناسبة، بلاغاً صحفياً أوضح فيه أنه «إذا كانت مسيرة الأطفال الرمزية تتضمن حمولة وطنية بدلالات عميقة، من بينها أساساً تمثُّل القيمة التاريخية والوطنية للمسيرة الخضراء، وربط الصلة بين أجيال عاشت الحدث، وأخرى لم تعاين وقائعه عن كثب، فإن الملتقى الأول للمواطنة يهدف من خلال فعالياته المتنوعة إلى إحياء وبعث القيم النبيلة التي ظلت تسم سكان المدينة القديمة، ومن خلالهم المغاربة عموماً، والسعي من ثم الى ترسيخ قيم مواطنة حداثية قوامها التسامح، ونبذ التفكير الإقصائي والتكفيري، والتكافل والتضامن والعمل الجماعي، والنزاهة والتربية السليمة». كما تجب الإشارة أيضاً إلى أن انطلاقة المسيرة تميزت بكلمة للجنة المنظمة، أشار فيها موسى سيراج الدين رئيس جمعية أولاد المدينة والكاتب العام لجمعية «المبادرة من أجل البيضاء» إلى الدلالة العميقة لمسيرة الأطفال، وربط استحضار أهمية ودلالة المسيرة الخضراء ذات البعد الوطني العميق، بمسيرة تأهيل المدينة القديمة والنهوض بها.