أقام المكتب الوطني للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية صباح يوم السبت 30 أكتوبر بالمدرسة الوطنية للصناعة المعدنية بالرباط، ندوة فكرية ناقش فيها المشهد اللغوي المغربي من خلال مقاربة وضعية اللغة العمرية ضمن مجالها السوسي ثقافي، وذلك من خلال رصد مجموعة من المعيقات، تراها الجمعية أنها لاتزال تحول دون مساهمة اللغة العربية في دورها التنموي. وقد تم خلال هذه الندوة طرح مجموعة من الاختلالات تجعل اللغة العربية في وضع مهمش لا يتوافق ومقتضيات الدستورية، كما أشار إلى هذا الوزير السابق العربي المساري في تدخله، مضيفاً أن واقع اللغة العربية يعيش وضعية مزرية. لذا كان من الضروري على الجمعية أن تبادر الى فتح النقاش وتبادل الرأي والتشاور من أجل البحث في السبل القمينة بإعادة الاعتبار إلى دور العربية التي باتت تعيش وضعية تنافسية مع لغات أجنبية، وما لذلك من تأثير سلبي على دهنية النشء. فهناك كما عبر عن ذلك الأستاذ المساري استهتار باللغة العربية. وفي تدخل للأستاذ رشيد الادريسي من كلية الآداب بن امسيك الدارالبيضاء الذي أكد على بداهة هيمنة الثقافة المستعمرة على الثقافة المحلية، وما قد يستتبع ذلك من تأثير سلبي على ثقافة المجتمع المحلية. كما انتقد النظرة التجزيئية التي يتم النظر بها الى إشكالات اللغة داعياً الى ضرورة تبني المقاربة الشمولية، الشيء الذي يلزم توفر إرادة سياسية تدفع بالتعامل، مع أهمية مكانة اللغة في محيطها الاجتماعي. وقد تناول في ورقته هذه بعض مقترحات العملية التي يجب السعي في شأنها، مثل ضرورة خلق معجم عربي مغربي يراعي خصوصية المنطقة لإعادة الجسور بين ما دعاه العلاقة بين الفصيح والدوارج والأمازيغيات، وذلك لقطع الطريق على الخطط الذي تعمل على نسج العلاقات اللغوية التي تجمع الإنسان المغربي، وفي نفس الإطار، ناقش مدير مختبر اللغة العربية محمد الرحالي، وهو من مؤسسي الجمعية ، كيفية الدفاع عن اللغة العربية وحمايتها، وذلك بإعداد شامل يميز فيه الأستاذ بين إعداد داخلي يهتم بالبنية الداخلية للغة ويقصد بها القواعد النحوية ثم هناك، يضيف محمد الرحالي إعداد خارجي يتعلق بتهييء البيئة الخارجية المستقبلة للغة. كما أكد على أن اللغة العربية لاتزال تشكو من معيقات حددها في وجود معيقات ثقافية ترتبط بالدهنية وكذا معيقات لغوية تكمن في عدم مواكبة بنية اللغة النحوية للتطورات والتحولات التي يعرفها الوسط الاجتماعي، مما يستدعي العمل في اتجاه بناء علاقة نفعية يمكن أن تعوض العلاقة العاطفية القائمة التي تعيد اللغة العربية الى وظيفتها الدينية. وفي ختام التدخلات، جاء عرض مولاي أحمد المراف، مفصلا عبر خطاطة عملية تشرح أهم مراحل مشروع معالجة الإشكالات المرتبطة بوضعية اللغة العربية، ممهداً لهذا العرض بتوضيحات تشخص الأسباب وصولا الى النتائج الإيجابية، فاللغة، كما يصرح أحمد العراقي أصبحت في ظل العولمة والكونية تكتسي أهمية مصيرية. لذا لا يجب الاقتصار على الدفاع عنها فقط، بل وجب العمل على الاستفادة منها، وكما أضاف أن التنمية المستدامة لم تحقق نتائج إيجابية حيث أكد أن التعليم فشل في الاضطلاع بأدواره.