انتزع فريق الوداد البيضاوي تعادلا ثمينا من مضيفه النادي الإفريقي التونسي (0 - 0) في المباراة، التي أقيمت بينهما مساء الأربعاء بملعب المنزه بالعاصمة التونسية، في إطار ذهاب نصف نهاية كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة في كرة القدم. وسيلتقي الفريقان إيابا يوم 12 نونبر الحالي بملعب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء. ففي أجواء ممطرة انطلقت المباراة بإيقاع سريع وحملات متبادلة مع ضغط ملموس للنادي الإفريقي من خلال التسربات عبر الأجنحة عن طريق زهير الذوادي من الرواق الأيسر ويوسف المويهبي من الرواق الأيمن، واللذين كانا أنشط عنصرين في خط هجوم الفريق التونسي، إلى جانب الكاميروني ألكسيس موندومو. وبادر الفريق المضيف إلى تهديد مرمى الحارس نادر المياغري منذ الدقيقة السابعة بواسطة المويهبي، الذي سدد بقوة على مشارف منطقة العمليات، بيد أن الحارس الدولي المغربي تدخل في الوقت المناسب. وفي الدقيقة 14 كاد الذوادي أن يخدع الحارس المياغري بقذيفة مقوسة من الجهة اليسرى، لكن العملية باءت بالفشل بفضل يقظة وسرعة بديهة المياغري الذي سيطر على الموقف. ونجح فريق الوداد البيضاوي في امتصاص حماس الفريق المضيف خلال العشرين دقيقة الأولى، لينخفض نسق المباراة ويبادر الفريق المغربي من جهته إلى بناء بعض العمليات الهجومية، انطلاقا من خط الدفاع لكنها كانت محتشمة وعشوائية ولم تشكل أي خطورة تذكر عن حارس الإفريقي سامي النفزي الذي كان في راحة شبه تامة. وأمام عجزه عن اختراق خط الدفاع الودادي لجأ فريق باب الجديد إلى سلاح الكرات الثابتة، فهدد بشكل جدي مرمى المياغري من خلال تسديدة قوية من يمنى الكاميروني ألكيس موندومو لتجد في استقبالها في منطقة العمليات كريم العواضي، غير أن المياغري تسيد مرة أخرى وأنقذ الموقف (د34)، لتنتهي الجولة الأولى التي كانت في أغلب فتراتها في اتجاه واحد بالتعادل السلبي. وفي الجولة الثانية نسج الفريقان على نفس المنوال، الإفريقي يهاجم والوداد يدافع مع قيامه بين الفينة والأخرى بمرتدات هجومية خجولة. في المقابل تعددت محاولات الإفريقي بحثا عن هدف السبق، خاصة بواسطة كريم العواضي (د60) وزهير الذوادي الأولى بتسديدة قوية ارتطمت بالعارضة الأفقية (د64) والثانية بضربة رأسية جانبية. وكاد الفريق التونسي أن يفتتح حصة التسجيل في الدقيقة 74 بواسطة وسام بن يحي، إثر اختلاط في منطقة العمليات، لكن المياغري تصدى لقذفة بن يحي وفلتت الكرة من يده ليتدخل اللويسي ويحولها إلى ركنية. وضد مجرى اللعب، وفي الوقت الذي كثف فيه خط الهجوم التونسي ضغطه على معترك الفريق المغربي، قام هذا الأخير بمرتد هجومي خاطف وسريع كاد على إثره محسن ياجور أن يمنح الامتياز للوداد لولا التدخل الموفق للحارس النفزي (د86)، علما بأن هذه المحاولة الخطيرة كانت الوحيدة للوداد طيلة المباراة. ورد النادي الإفريقي على هذه المحاولة بعملية هجومية منسقة توجها العقربي بتسديدة قوية مركزة لكن الحارس المياغري، رجل المباراة بدون منازع، كان في المكان المناسب وتدخل بروعة. ولاشك أن مباراة الإياب ستكون حاسمة لتحديد الفريق الذي سيلعب المباراة النهائية، حيث يسعى الفريق التونسي، المتوج بالنسخة الأولى لهذه المسابقة عام2009 على حساب الجيش الملكي المغربي بالضربات الترجيحية، إلى تكرار نفس السيناريو وإحراز اللقب للمرة الثانية بما يمنح الفريق شحنة معنوية هامة قبل المشاركة في منافسات دوري أبطال إفريقيا العام المقبل. ومن جهته، سيحاول الوداد البيضاوي، الذي كان قد خسر لقبين أمام فريقين تونسيين، الأول ضمن مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي أمام النجم الساحلي عام 1999 والثاني في دورى أبطال العرب أمام الترجي الرياضي سنة 2009، جاهدا تحقيق نتيجة الفوز، التي تعبد له طريق العبور إلى الدور النهائي للقاء الفائز في المواجهة الثانية التي تجمع بين الاتحاد الليبي ومولودية الجزائر. وأكد مدرب الوداد البيضاوي دييغو غارزيطو أن فريقه سيخوض مباراة الإياب بوجه مغاير لمقابلة الذهاب، وسيعمل على انتزاع بطاقة التأهل إلى المباراة النهائية. وأوضح غارزيطو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب مباراة الذهاب التي أقيمت مساء الأربعاء بملعب المنزه بتونس العاصمة، وانتهت بالتعادل السلبي (0 - 0)، أن مباراة الإياب ستكون مغايرة تماما، حيث «سيكون أمامي عشرة أيام لإعداد الفريق بشكل جيد. وسأحاول إلى جانب الطاقم التقني المساعد، على أن تظهر المجموعة الودادية بمستوى أفضل». وأضاف «لقد تسملت مقاليد الفريق حديثا ولم أتعرف بشكل دقيق على جميع اللاعبين. حاولنا أن نكون منظمين وأن نتفادي أي هدف، ويبقى علينا أن نحقق ما لم نتمكن من تحقيقه في تونس».