لم تكن سيارة المواطن سعيد نديج الحامل للبطاقة الوطنية B228156، متوقفة بأحد أرصفة زنقة طه حسين بمقاطعة المعاريف، حين هوى عليها عمود للإنارة العمومية حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الاربعاء 27 اكتوبر 2010، ولكنه كان بداخلها صحبة أسرته، ذنبه الوحيد أنه اضطر للعبور من هذه الزنقة لقضاء بعض المآرب العائلية، ولم يكن سقوط ذلك العمود نتيجة ازدحام المواطنين أو اندفاعهم، كما سبق أن بُرر سقوط عمود عين الشق قرب المسجد العتيق!، بل سقط لهشاشة وتآكل جزئه الأسفل الذي «أكل» منه الدهر ونالت منه مياه الأمطار لمواسم الشتاء المتتالية، دون أن يخضع للمراقبة، شأنه في ذلك شأن عشرات الأعمدة التي تنتشر في مجموع تراب العاصمة الاقتصادية. ومن حسن الحظ، مرة أخرى، أن سقوط عمود « طه حسين» لم يخلف خسائر في الارواح ولم تتعرّ الخيوط الكهربائية التي ظهرت بارزة من الجزء الذي تآكل من كثرة الصدأ و تسبب في الإنهيار الكلي للعمود مع ما يمكن أن ينتج عنها من أخطار، لكنه كسر زجاج السيارة الأمامي وألحق ضررا بإطارها، كما أن صاحب السيارة أصيب هو الآخر، أما زوجته وولداه فقد أصيبوا بهلع شديد نتجت عنه اضطرابات نفسية مازالت آثارها بادية عليهم لحد الآن، يقول السيد نديج في اتصال بالجريدة! ورغم الأضرار المسجلة واختناق السير بالزنقة، فإن شاحنة الشركة المعنية المكلفة بإصلاح الأعطاب والتدخل السريع لم تحضر إلا في حدود الساعة الثانية عشر ليلا، كما حضرت الشرطة وحررت محضرا بعد معاينتها للحادث (بين ليدك وصاحب السيارة)، هذا الأخير بعد شعوره ببعض الآلام توجه لإحدى المستشفيات العمومية، حيث قدمت له شهادة طبية مدة العجز فيها تصل الى 25 يوما. وللتذكير، فإن الرياح والامطار التي عرفتها الدارالبيضاء مؤخرا، تسببت في اقتلاع أشجار العديد من الشوارع، وانهيار بعض المنازل، واختناق قنوات الصرف الخاصة بالمياه العادمة، كما غابت الإنارة عن مجموعة من الأحياء والدواوير... لتشكل هذه «العلامات» مجتمعة عنوانا لا يدعو إلى التفاؤل، بالنسبة لقادم الأيام الممطرة!