نعم انتصر الجيش على فريق النصر الليبي في إطار كأس شمال أفريقيا لكنه فقد جمهوره، وفقد احترام عشاقه الى الحد الذي أصبحت فيه المدرجات شبه فارغة، وحتى تلك التي أمها عشاقه (الترا عسكري وبلاك آرمي) تحولت إلى ساحة للاحتجاج والتعبير عن الغضب وكأنك في مسيرة احتجاجية بمناسبة فاتح ماي، حيث رفعت سبع لافتات كانت كلها غضب واحتجاج على كل مكونات الفريق العسكري ومنها من كانت فيها الكثير من السخرية، والكثير من السخط على كل مكونات الفريق. المحتجون افتتحوا حفلهم الاحتجاجي بلافتة كتبت بالأبيض والأسود وعلى السيميائيين تحليل دلالات اللونين، أما المعنى فكان سهل الفهم لأنه اعتمد الدارجة، وللأمانة أنقلها كما كتبت :«اللي بغا ايغادر القسم الأول على العامري اعول». وبعد أن أرغم الغاضبون على طي اللافتة الأولى، رفعوا الثانية، وكانت بنفس اللونين ، وبالدارجة أيضا :«راه التدريب عندو حصص والطيوح راه اختصاص»، وبعيدا عن الدارجة انتقل الغاضبون الى استعمال الفرنسية ليلخصوا معاناة الفريق وليحاسبوا المسيرين على تسييرهم واللاعبين على مستواهم وليخلصوا الى هزالة المردودية. وبعد الا حتجاج لم يجد المحتجون من درجة أقصى للتعبير عن عدم رضاهم، إلا جمع اللافتات ومحاولة مغادرة المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، وترك الفريق وحيدا، إلا أن الأبواب أغلقت في وجهوهم، وليتابعوا مشاهدة المباراة مرغمين غيرآبهين بما يجري على رقعة الملعب، خصوصا وأن الشوط الأول كان فيه أداء الفريق العسكري باهثا، وكان فيه العامري وأوشلا في سجال دائم، وعدم تفاهمهما استنبط من خلال حركات يديهما الطائشة، خصوصا وأن ا لفريق الليبي عرف كيف ينظم صفوفه، ويتحكم في وسط الميدان بشكل جيد جعل الفريق العسكري تائها مرتبكا، غير قادر على مجاراة الفريق الليبي في لعبه، الشيء الذي جعل التهكم يتخذ كلمات جارحة الى درجة أن الجمهور كان يتظاهر بعدم معرفة أسماء اللاعبين العسكريين تعبيرا عن غياب جل عناصره المعروفة والتي غادرت الفريق. ورغم أن الشوط الأول انتهى بالبياض، فإن المدرجات بقيت تردد من حين لآخر عبارات الازدراء، والتي لم يؤثر فيها الهدف الأول للفريق العسكري الذي سجل في الدقيقة 72 من طرف فلاح، وحتى فرحة اللاعبين أجهضت في الدقيقة الثمانين بعدما سجل فريق النصر هدف التعادل، ليزداد اللاعبون العسكريون ارتباكا وليصبحوا جامحين، يجرون نحو المرمى، يسددون، يقفزون، يتصايحون، يتساقطون وكأنهم يلعبون «فراس الدرب» الى أن جاء الفرج من رجل اللاعب أحمد خليل في الدقيقة الرابعة والثمانين، ووحده العامري واللاعبون فرحوا، أما محبو الفريق العسكري، فلم يقتنعوا بالانتصار واعتبروا ذلك صدفة، وأن مقام العامري ربما سيطول مع الفريق، وفي ذلك إطالة لمعاناتهم وعذاباتهم، ومنهم من تنبأ للفريق بعدم الاستمرار في هذه الكأس القارية، لأن تسجيل هدف خارج الديار من طرف الفريق الليبي جعلهم غير مطمئنين على الانتصار، لأن حال الفريق العسكري تراجع بشكل ملحوظ ، ولن يكون قادرا على الحفاظ على شباكه نظيفة، ولن يستطيع، في ظل شك كبير في المهاجمين، الطمع في تسجيل أهداف خارج الميدان. تصريح للعامري يلزمه وحده: كل المباريات التي أجريناها لانستحق أن ننهزم فيها (أمام خريبكة والوداد والمغرب الفاسي وغيرها من المباريات).لقد كنت أعرف أن الفريق الليبي الذي اندفع بقوة خلال الشوط الأول، سينهار خلال الشوط الثاني. وذلك ماحصل، إذ استطعنا الانتصار في هذه المباراة رغم أن الجانب النفسي لم يكن في صالحنا، لأننا لم نسجل منذ خمس مباريات .الآن سجلنا بالرغم من أن الهدفين سجلا من ضربات ثابتة. في مايخص الجماهير أاقدر غيرتهم رغم أن هذه الجماهير شتمتني وشتمت اللاعبين، وهذا عامل ضغط آخر. خالد القماش مدرب النصر الليبي: لقد عرفت مفاتيح لعب الفريق العسكري، هذه المفاتيح التي أثر عليها لعبنا بعشرة لاعبين منذ الدقيقة العشرين. هذا العامل أرغمنا على تغيير أسلوبنا في اللعب، وتراجعنا إلى الدفاع بعدما كنا أصحاب المبادرة. الهدف الذي سجلناه في المغرب هو هدف ثمين، وفيه الكثير من الدعم النفسي للاعبين خلال مباراة الاياب، وسنقول كلمتنا فيها. باجة تنتصرعلى سطيف في كأس شمال إفريقيا انتزع الأولمبي الباجي التونسي فوزا غاليا على وفاق سطيف الجزائري بهدف نظيف في المباراة التي جرت بينهما بملعب بوجمعة الكميتي في ذهاب بطولة كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكأس ليصبح على بعد خطوات من التأهل إلى المباراة النهائية. ولم ينجح وفاق سطيف - رغم فارق الخبرة بينه وبين الأولمبي الباجي- وفشلت جميع محاولات الوفاق في تسجيل التعادل، ليخرج الباجي فائزا باللقاء. هدف الأولمبي الباجي سجله مهاجمه خليل الجلاصي في الدقيقة 28 .