أسدل الستار على المهرجان الدولي للرقص التعبيري في دورته الرابعة الذي استمر طيلة أيام 19 - 23 أكتوبر 2010، هذه الدورة التي نظمت تحت شعار «مديح الجسد. وخلال افتتاح المهرجان بالمركب الثقافي الحرية أكد الفنان عزيز الحاكم مدير المهرجان ومبدع المشروع الذي استطاع أن يتحدى كل الصعاب ليكرس مهرجان الرقص التعبيري ويجعله ضمن أجندة المهرجانات التي تعطي لمدينة فاس إشعاعا دوليا ومنارة فكرية لكل مبدعي ومثقفي العالم، كما استطاع عزيز الحاكم أن يقفز بالمهرجان كمهرجان وطني ليجعل منه مهرجانا دوليا بكل المقاييس، ذلك أن الرقص التعبيري، كما قال عنه عزيز الحاكم، يدعونا لكي نتذوق بعيوننا ومشاعرنا أناقة ورشاقة هذه الظلال الآذمية الفاتنة القادمة من بعض البلدان الأوروبية والإفريقية، كي تمتعنا وتداوي عذاباتنا وتمحو آلامنا برقصاتها التي تروض الجسد وتشحن الروح . ومن أهم العروض الفنية التي ميزت المهرجان الدولي الرابع للرقص التعبيري العرض الكوريغرافي «أوبرا بيضاء» هذا العرض الذي قدمته فرقة ثميادانس من فرنسا التي استطاعت أن تشد عيون وأفئدة الجمهور المتذوق لهذا الفن من خلال رقصاتها التعبيرية التي تدعو إلى تحرير الجسد، وبالتالي تحرير الإنسان، وقد تمازجت الموسيقى بالإنارة لتجعل من العرض حدثا فنيا، قل مشاهدة مثيله في المغرب، كما استطاعت الفرقة أن تمازج أيضا بين السينما والرقص، مما أضفى على العرض فرجة وسحرا نادرين. كما، تضمن المهرجان رقصات بربرية من أداء فرقة حوسي مونفرير (المغرب)، حيث أكد مدير المهرجان أن الرقص الأمازيغي فن تعبيري يمكن تصنيفه ضمن الكوريغرافيا. ولعل هذه الالتفاتة ستدعو المهتمين بالرقص التعبيري إلى مواكبة ما يزخر به النسيج الثقافي في مجال الرقص التعبيري بالمغرب، من خلال تنوع الفنون الشعبية بمختلف المناطق المغربية. ومن العروض الشيقة التي قدمت أيضا خلال هذه الدورة عرض «ذاكرة» من تقديم فرقة فولوبوس (فرنسا- الكاميرون والكونغوبرازافيل) وعرض تحت عنوان«من مراكش إلى طهران» تقديم فرقة روح الرقص بلجيكا، وكذا عرض مراقصة الضوء من تقديم كامليا الحاكم. كما نظمت الجمعية يوم الجمعة الخميس 21 أكتوبر 2010 مائدة مستديرة في موضوع (الجسد إشارة) شارك فيها أساتذة من المغرب وفرنساوبلجيكا. وعلى هامش المهرجان أقيم معرض للصور الفوتوغرافية من توقيع المصور الصحافي عزيز الباز. وهو معرض يؤرخ للدورات الثلاث السابقة. تجدر الإشارة إلى أن المهرجان نظمته جمعية بابل للثقافة والفن ومن أهدافه خلق حوار حضاري بين الفنانين المغاربة والأجانب من أجل تبادل الخبرات ومد الجسور والتقريب بين أشكال الفن التعبيري الكوريغرافيا المغربية والدولية واقتسام متعة العين مع كل عشاق الرقص باختلاف مشاربهم الثقافية والفنية وانتماءاتهم العرقية، والكشف عن قدرات الجسد في التعبير بالحركة الإشارة عما تعجز عنه باقي اللغات.