أكد جلالة الملك في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي بمراكش، أن الانتعاش الاقتصادي المسجل في الآونة الأخيرة، لم يبلغ المستوى الذي يؤهله لحل آفة البطالة . وأضاف جلالة الملك أن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يزيد الأوضاع إلا تفاقما، ويرهن طاقات المنطقة الهائلة . مكتب مراكش: محمد المبارك البومسهولي أكد جلالة الملك في الرسالة التي وجهها إلى المشاركين في المنتدى الاقتصادي العالمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بمراكش، والتي تلاها نيابة عنه وزير الاقتصاد والمالية صلاح الدين مزوار، مساء أول أمس الثلاثاء، أن الانتعاش الاقتصادي المسجل في الآونة الأخيرة، لم يبلغ المستوى الذي يؤهله لحل آفة البطالة، فيما ظلت تعيقه العديد من الصعوبات، لإيجاد الحلول الشاملة للخروج من الأزمة. فكلما ساد الاعتقاد بنجاعة الحلول المتخذة، كلما برزت إلى الواجهة إشكالات أخرى أكثر تعقيدا. وبين جلالته أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لها من الطاقات، ما يؤهلها للعب دور أساسي، في رسم استراتيجيات الخروج من الأزمة، والمساهمة الفعالة في النقاش حول بلورة نموذج عالمي تنموي جديد، يضع كرامة الإنسان في صلب اهتماماته. وأشار جلالة الملك إلى أن المغرب ينخرط بقوة في المجهودات الدولية، الهادفة لرفع التحدي المصيري للتغيرات المناخية، مبرزا دور بلادنا في تعزيز قدرات المنطقة على التموقع داخل الخريطة الاقتصادية العالمية. وقال بأن المغرب، بوصفه بلدا منفتحا على العالم، وعضوا فاعلا في مختلف المنظمات الأممية، والمحافل الدولية، ما فتئ يجعل في صدارة اهتماماته تعزيز التعاون الدولي، والاندماج الإقليمي. ولم يخف جلالة الملك أن المنطقة تصطدم بعقبات سياسية حيث قال: «أنه لا مناص من الاعتراف، بأن تحقيق الاندماج، الذي تصبو إليه شعوب المنطقة، ويمليه منطق العصر، يصطدم بمخططات هيمنية، وعقبات سياسية، عفا عنها الزمن بانتهاء الحرب الباردة، كما هو الشأن بالنسبة للاتحاد المغاربي، الذي يظل رهينة الحسابات الضيقة، بفعل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وإيمانا منا ، يقول جلالة الملك ، بحتمية انتصار التوجه المستقبلي، على مخلفات الماضي، وبضرورة تجاوز الجمود، ومسايرة العالم في منطق التكتلات الاقتصادية، واستجابة لنداءات المنتظم الأممي، والمجتمع الدولي، بادرنا إلى تقديم مبادرة مقدامة لحل النزاع الإقليمي حول مغربية صحرائنا، من خلال مقترح الحكم الذاتي لأقاليمنا الجنوبية، في نطاق سيادة المملكة ووحدتها الوطنية والترابية.» وأضاف جلالة الملك أن استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يزيد الأوضاع إلا تفاقما، ويرهن طاقات المنطقة الهائلة، بل ويقف حجر عثرة أمام قدراتها على القيام بالدور الذي يناسب مؤهلاتها في تنمية الاقتصاد العالمي، والمساهمة بفعالية أكبر، في تخطي الظرفية العصيبة، التي يمر منها العالم وقال جلالته «ولا يفوتنا بهذه المناسبة، التأكيد على أن طريق السلام في الشرق الأوسط يمر ، وجوبا ، عبر حل الدولتين بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف ، المتعايشة في أمن وسلام مع دولة إسرائيل، في ظل الشرعية الدولية، وعن طريق مفاوضات مباشرة لا يعيقها تعنت أو تصعيد، أو إجراءات أحادية غير مشروعة، من شأنها تقويض المسار التفاوضي، وتبديد بارقة الأمل في السلام والزج بالمنطقة في نفق مظلم» . ويعتبر وضع استراتيجية للتنمية الأكثر ملاءمة للمنطقة في مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وتقلب أسعار النفط، ونقص المياه والهجرة من أهم القضايا التي يتدارسها المشاركون في المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي انطلقت أشغاله الثلاثاء بمراكش تحت شعار»الأهداف والقدرات والازدهار» بمشاركة العديد من السياسيين وأصحاب القرار ومسيري المقاولات الدولية ورجال الأعمال والاقتصاديين.. وحول اختيار المغرب لاحتضان أشغال المنتدى، قال أندري شنايدر المدير العام للمنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال افريقيا في تصريحات صحفية إن المغرب يعد من البلدان التي تراهن على تنمية الاقتصاد المستدام، وأن موقعه الجغرافي المتميز وعلاقاته الممتازة التي تربطه بدول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدةالأمريكية ودول المنطقة، جعلت منه فضاء للتفاهم والحوار، وهو الأمر الذي يجعله جديرا باحتضان هذا الحدث الاقتصادي الهام.