لم يعرف العديد من سكان منطقة عين الشق النوم ليلة السبت وصباح يوم الأحد 24/23 أكتوبر، جراء ما يقارب الساعة من الأمطار الغزيرة التي عرفتها الدارالبيضاء عموما ، فالأحياء الشعبية بالدرب القديم ودرب الخير وحي الياقوت وبلوك 10 و11، غمرت بيوتها المياه، وأفسدت الأفرشة والأمتعة، وكل ما وجد داخل هذه الدور. وقد ازداد الوضع تأزماً نتيجة اختناق القنوات الخارجية لصرف المياه بالأزبال وأكياس البلاستيك. الأحياء المخصصة للفيلات ، بدورها، لم تكن أحسن حالا. فالعديد من فيلات كاليفورنيا و الكريمات والحداوية أصبحت عبارة عن برك ومسابح «تعوم» وسطها بعض الأفرشة . أما الأكثر تضرراً فهي المحلات التجارية المخصصة لخزن أنواع متعددة من البضائع «مستودعات»، والتي فسدت أغلبيتها، حيث تقدر الخسائر في مجملها بمئات الملايين، وذلك بكل من حي العمارية، حي الشريفة والدهاليز الموجودة بكل من حي الفضل والفتح وبعض أزقة حي مولاي عبد الله. ويبقى ما عرفه شارع القدس أمرا استثنائيا بالفعل، خصوصاً وأن هذا الشارع يعج بالعديد من مؤسسات التعليم الخصوصي. فقد سارع أرباب هذه المؤسسات في ساعات متأخرة من ليلة السبت وصباح يوم الأحد، الى إخراج سيارات النقل المدرسي التي كادت تغرق وسط مياه الأمطار، ووضعها على رصيف الشارع ، مما حول هذا الأخير إلى موقف لسيارات النقل المدرسي الخاص. كما ولجت المياه أقسام وإدارة بعض هذه المدارس. وبنفس الشارع، سقط جزء من جدار الثانوية الاعدادية لحسن وإيدار ... هذه الخسائر التي سُجلت بعد ساعات قليلة من تساقط أمطار غزيرة، كشفت ، مرة أخرى ، «عورة» البنية التحتية بهذه المنطقة، ومدى التقصير في تنقية مجاري المياه وبالوعات الواد الحار.. مما ينذر بأن فصل الشتاء القادم ، قد يكون محمّلا بالكثير من «المفاجآت»!