شكلت عدد من الاسواق الاسبوعية في المناطق التي زارتها قافلة «المواطنة والمساواة» خلال الايام الاربعة الاخيرة في جهة «الايفلين» و«النورماندي»، ملتقى حميميا ما بين النساء المغربيات بالديار الفرنسية وأعضاء جمعية «ايطو» الذين يسعون الى تعريف أوساط هؤلاء النسوة بما جاءت به مدونة الاسرة. غيرأنه مقابل المجهودات التي بذلها المغرب خلال السنوات الاخيرة منذ اقرار مدونة الاسرة الجديدة سنة 2004، والتي كانت ترمي للتعريف أكثر بمقتضيات المدونة، يلاحظ من خلال اللقاءات المتعددة أن ثمة «جهلا كبيرا بوجود مدونة الاسرة بالمغرب» عبرت عنه نسوة في اللقاءات المباشرة مع اعضاء الجمعية، وإن حدث علم بالمدونة، فإن ثمة جهلا كذلك بمقتضياتها. هكذا، فإن عملية التواصل مع أبناء الجالية المغربية بالخارج، خصوصا هنا بفرنسا حيث انطلاق القافلة، أضحت أساسية كي يأخذ الجميع علما بما تتضمنه المدونة من حقوق وما تفرضه من واجبات. وبالموازاة، سادت خلال اللقاءات قضايا تظهر بسيطة في الشكل، تتعلق بقضاء الاسرة والاحوال الشخصية أساسا، غير أن غياب التأطير والمعرفة القانونية، واتساع الهوة بين المواطنين وتمثيلياتهم الديبلوماسية يحولها الى مشاكل بالغة في التعقيد وصعبة الحل.. هكذا، فإن القافلة حسب منظميها تسعى الى تسليط الضوء على كل ما تتضمنه من نقط مضيئة ايضا تحفظ الحق للاطفال والزوجة والزوج هو الآخر، الذين انتفض بعض ممن التقيناهم معبرين عن أنهم يريدون أيضا حفظ حقوقهم ويرون في المدونة خطرا محدقا بهم بجعل نسائهم أكثر حضورا وقوة منهم . والقافلة، هي أيضا وسيلة لتأطير نساء ليكن حلقة وصل مع نساء المهجر للتعريف بمقتضيات المدونة، في أفق تكوين مكونين ينتمون للجمعيات المحلية سعيا لتعميق المعرفة القانونية في جميع مناحيها. وللاشارة، فإنه الى جانب الجهود التي بذلتها الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، الرامية الى تشخيص الوضع من خلال إلحاقها قاضيين وإحداث قسم للشكايات، حيث تجاوز عدد الشكايات المسجلة السنة الجارية 690 شكاية بارتفاع نسبة %12 عن السنة الماضية. بالموازاة جاء مشروع القافلة لمساندة المرأة المغربية في الخارج قبل دفع الحيف عنها. هذا المشروع الذي، الى جانب تعريفه بمقتضيات المدونة، توقف عند حالات نساء هضمت حقوقهن، ومعنفات يعانين من سلطة الرجل في المهجر. وكانت الانطلاقة الرسمية لقافلة «المساواة والمواطنة» قد حلت بالديار الفرنسية بمدينة «مونت لاجولي» بالضاحية الباريسية، حضرتها فعاليات جمعوية وحقوقية مغربية وفرنسية مهتمة بحقوق المرأة وتشتغل في حقل الأسرة، بالإضافة إلى فعاليات جمعوية تهتم بشؤون الهجرة والمهجر . وللإشارة، تنظم قافلة المساواة والمواطنة، الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، بتعاون وشراكة مع مؤسسة «يطو» ووزارة العدل ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وذلك في إطار تنفيذ البرنامج الحكومي الرامي الى الاهتمام بأوضاع الأسر المغربية بالخارج، ضمن استراتيجية الوزارة المكلفة بالجالية في ما يتعلق بحماية وتعزيز حقوق المغاربة المقيمين بالخارج