لعل أهم ما تتميز به مدينة بني ملال هو توفرها على منابع وعيون وافرة الصبيب وبالخصوص عين أسردون وعين تمكنونت ، والتي شكلت منها سواقي تخترق المدينة وهي ساقية فوغال بالجهة الشرقية للمدينة وساقية تمكنونت تمر وسط المدينة وساقية المغيلية من الجهة الشمالية. لكن وبالرغم من هذه المقومات المائية الهائلة التي كان من المفروض تدبيرها واستغلالها بشكل يجعل المدينة رائدة في الجمال والخضرة ، فقد عمد بعض أهل الجشع العقاري عبر أزيد من خمسة عقود ، إلى طمر هذه السواقي وردمها وتحويلها ملكا خاصا ضدا على القوانين التي تحمي الملك العمومي المائي وقوانين التعمير والبناء وسياسة الدولة والتصريحات الحكومية التي تؤكد على ضرورة إيقاف نزيف تدمير المجال البيئي ومقوماته، وخاصة الموارد المائية التي تعتبر عمادا بيئيا أساسيا وشرطا من شروط بقاء و استمرار الفضاءات الخضراء. وأمام صمت الجميع وخاصة الجهات المسؤولة والمتدخلة في هذا المجال من سلطات ووكالات حضرية ووكالة الحوض المائي أم الربيع، زاد المضاربون العقاريون وبعض الفوضويين من حدة الإجهاز على البنيات التحتية الطبيعية من قطع لآلاف أشجار الزيتون وإتلاف البساتين والمجالات الخضراء وتحويلها إلى تجزئات سكنية بأضعف المواصفات. ولم تسلم السواقي بدورها من ترامي الإسمنت ، حيث عمدوا إلى بناء عمارات فوقها ! وأمام هذا الإعدام الممنهج للطبيعة ببني ملال، أصبحت المدينة، في غياب كل ما يمكن أن يلطف الأجواء ويخفض من حدة الحر والقيظ، نظرا لطبيعة المناخ، محاصرة بحزام جبلي يضاعف من شدة الحرارة صيفا وخطورة الفيضانات شتاء.