تلقى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ومجلس البورد المخول له وضع قوانين اللعبة، يومي الخميس والجمعة الماضيين عروضا من13 شركة لتقديم التكنولوجيا الخاصة بتحديد إذا ما كانت الكرة تجاوزت خط المرمى. وكانت17 شركة تقدمت بطلبها لكن العدد أصبح 13 في نهاية الأسبوع. وقد أشار أمين عام الاتحاد الدولي، الفرنسي جيروم فالك، يوم الاثنين في باريس خلال حفل نظمته نقابة الأندية الفرنسية المحترفة في المتحف الرياضي الوطني، بأن مسألة تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه يجب أن تحدد بطريقة فورية وسريعة وقد يتم هذا الأمر من خلال «ساعة حكم المباراة». ومن المرجح أن يتناول مجلس البورد، الذي يتكون من ممثلين عن الاتحاد الدولي «فيفا» وإنكلترا واسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز، هذا الموضوع خلال اجتماع العمل الذي يجريه في20 الشهر الحالي في كارديف الويلزية، لكنه لن يتخذ قرارا بشأنه خلال اجتماع الجمعية العمومية في4 و5 و6 مارس المقبل في كارديف أيضا. وحصر الاتحاد الدولي مسألة استخدام التكنولوجيا بخط المرمى وحسب، بعد انطلاق الجدل مجددا حول ضرورة أن تلحق كرة القدم بركب الرياضات الأخرى واستخدام التكنولوجيا، إثر تغاضي الحكم عن هدف صحيح سجله فرانك لامبارد خلال مباراة منتخب بلاده إنكلترا مع نظيره الألماني (1 - 4) في الدور الثاني من مونديال2010، في حين احتسب حكم آخر، هدفامن تسلل واضح للأرجنتيني كارلوس تيفيز في مرمى المكسيك خلال الدور ذاته. وكان لامبارد سجل هدفا صحيحا عندما كانت النتيجة 2 - 1 لألمانيا بعدما تجاوزت الكرة خط المرمى بشكل واضح، لكن الحكم الأوروغوياني خورخي لاريوندا ومساعده لم يحتسبا الهدف رغم وجودهما في موقع مناسب تماما لمعرفة إذا كانت الكرة تجاوزت الخط، وهو ما حصل فعلا بحوالي نصف متر عندما كان الإنكليز في قمة اندفاعهم من أجل العودة إلى أجواء اللقاء الذي تخلفوا خلاله 0 - 2. ورفع هذا الخطأ التحكيمي من حدة الجدل حول ضرورة لجوء الاتحاد الدولي «فيفا» إلى الفيديو أو أي تكنولوجيا أخرى من أجل تجنب أخطاء مماثلة، وذلك إسوة برياضات أخرى مثل الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة أو الركبي أو التنس. وأعادت هذه الحادثة إلى الأذهان ما حصل خلال تصفيات مونديال2010 عندما لمس الفرنسي تييري هنري الكرة بيده خلال الملحق الأوروبي أمام إيرلندا، قبل أن يمررها إلى زميله وليام غالاس، الذي سجل هدف التعادل بعد التمديد، والذي سمح لبلاده في التأهل على حساب الإيرلنديين. ويرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم بشخص رئيسه السويسري جوزف بلاتر استخدام التكنولوجيا في الرياضة الشعبية الأولى في العالم، لأنه سيتوقف اللعب حينها من أجل تحديد إذا كان هناك خطأ ما أو هدف لم يحتسب، «ما سيؤثر على العامل الانساني» في اللعبة. لكن بلاتر عاد بعد أحداث مونديال جنوب إفريقيا وبعد تقديمه اعتذاره إلى كل من إنكلترا والمكسيك، اللذين كانا ضحيتي التحكيم في الدور الثاني، وألمح إلى إمكانية اللجوء إلى الفيديو وتحديدا في ما يتعلق بخط المرمى. وقال بلاتر حينها «من الطبيعي أنه بعد ما شاهدناه، سيكون من السخافة عدم فتح ملف اللجوء إلى التكنولوجيا...أريد أن أكون واضحا في هذه المسألة سنناقش فقط كل ما يتعلق بتكنولوجيا خط المرمى». وفي السادس من مارس الماضي، أعتقد الجميع أن كرة القدم توصلت إلى خطوة ثورية عندما قرر مجلس البورد أن يبحث ولأول مرة مسألة تقديم مساعدة تكنولوجية لحكم المباراة، لكنه رفض في نهاية المطاف خلال اجتماع له في مقر الاتحاد الدولي في زيوريخ اللجوء إلى الفيديو أو الكرة الذكية. لكنه اتخذ في يوليوز الماضي قرارا مشجعا بعدما أعطى موافقته على استخدام حكمين إضافيين في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وكان الاتحاد الاوروبي لكرة القدم استخدم منذ الموسم الماضي حكمين مساعدين إضافيين خلف المرميين خلال مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) وقد لاقت هذه الخطوة استحسان الجميع، ما دفعه إلى توسيعها نحو المسابقة الأوروبية الأم.