الزيارة التي يعتزم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد القيام بها للبنان ابتداء من نهار غد، زيارة يلتقي خلالها بالرؤساء الثلاثة في البلاد، رئيس الجمهورية السيد ميشال سليمان و رئيس الحكومة سعد الحريري و رئيس مجلس النواب السيد نبيه بري، و هم الثالوث الحاكم في البلاد (حسب الصيغة المتوافق عليها منذ متصف القرن الماضي) غير أن لقاء آخر يسترعي اهتمام المراقبين أكثر من سواه ، هو اللقاء الذي سيجريه مع زعيم «حزب الله» السيد حسن نصر الله و الزيارة التي سيقوم بها إلى جنوب لبنان على مرمى حجر من إسرائيل. و من هنا ضرورة التساؤل حول العلاقة بين إيران و حزب الله اللبناني بين زاعم أنها علاقة تبعية من الثاني إلى الأول و مُدَّعٍ أنها علاقة دعم سياسي و إعلامي من الاول للثاني، و كذا حول رمزية زيارة جنوب لبنان من طرف الرئيس الإيراني و الرسالة التي يريد توجيهها لإسرائيل و من ورائها للغرب عموما. فحزب الله بالنسبة للولايات المتحدة تابع و منفذ للسياسة الإيرانية في لبنان و في العالم العربي ،و بالتالي -كما يتهمه خصومه الداخليون- فهو لا يخدم مصالح لبنان بقدر ما يخدم مصالح دولة أجنبية هي إيران . و في المقابل ينفي الحزب الأمر نفيا قاطعا موضحا أن علاقته بإيران لا تعدو كونها علاقة فكرية،( تتمثل في اعتناق نظرية ولاية الفقيه) و سياسية لا أكثر لكن الثابت أن حزب الله يعتبر اليوم و منذ الإطاحة بالأمين العام السابق صبحي الطفيلي جزءا أساسيا من المشروع الإيراني في المنطقة الهادف لتثبيت النفوذ الإيراني في المشرق العربي و حتى آسيا الوسطى كما يقول الباحث اللباي وضاح شرارة. أما فيما يتعلق بتخصيص اليوم الثاني من زيارة الرئيس الإيراني للبنان للضاحية الجنوبية و اعتزامه رمي حجر في اتجاه قوات الاحتلال الإسرائيلي غير البعيدة، فإن بعض المراقبين يعتقدون بأ ذلك يعد رسالة رمزية لإسرائيل و للعالم بأنها تمسك بالأمن في الشرق الأوسط و بالتالي ينبغي أخذ هذه القوة و هذا النفوذ بعين الاعتبار في أي تفاوض راهن أو مستقبل، و أنها قادرة على خلق المتاعب لإسرائيل كما هي قادرة على التهدئة. واهم إذن من يعتقد بأن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد يوم غد الأربعاء للبنان، و التي حشد لها حزب الله كل الإمكانات الإعلامية و الأمنية و السياسية و غيرها هي من أجل لبنان بقدرما هي رسالة -خاصة في هذه الظروف الدولية و اللبنانية- تقول للعالم نحن هنا.