أثار فيلم «الجامع» للمخرج المغربي داود أولاد السيد، خلال عرضه في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم الفرنكفوني نامور (1 - 8 أكتوبر الجاري)، اهتمام المهنيين والجمهور لاسيما من حيث التقنية المعتمدة والمواضيع التي عالجها المخرج. وقد جعل المخرج أولاد سيد موضوع فيلمه مرآة للواقع وانعكاسا للتفسيرات المختلفة للنصوص المقدسة، وفقا لفهم كل واحد، وبناروما رائعة للمغرب العميق. وأثار الشريط نقاشا جد مثمر وشكل اكتشاف المناظر الطبيعية الآخاذة والمعيش اليومي للناس في الأماكن النائية، بالنسبة للجمهور الأوروبي، درسا في الحياة. وأوضح داود أولاد السيد، الذي جعل من السينما سردا اجتماعيا وسفرا في الفضاء، بأن الأمر يتعلق «بمبرر لمناقشة إشكالية تفسير كل واحد للنصوص المقدسة». وأبرز أن «الجامع» شكل ديكورا في فيلمه السابق «في انتظار بازوليني»، غير أنه تم نسيان هدمه، مضيفا أن سكان القرية اعتقدوا أن الأمر يتعلق بجامع حقيقي وأضحى بالنسبة لهم مكانا للعبادة، مما طرح مشكلة صعبة بالنسبة لمالك الأرض،«هل يجب هدم هذا المسجدالذي هو في واقع الأمر ليس مسجدا حقيقيا؟». وحسب المخرج فإن السينما تعد بمثابة «سرد بطريقة إيحائية تترك الباب مفتوحا أمام القراءات» . وأضاف قائلا «أقوم بتصوير الأشياء التي تسكنني، الوسط الذي أتواجد فيه»، معتبرا أن أفضل سيناريو يدور حول رجل عادي حدث له شيىء غير عادي».