لم يكن أكثر المتفائلين من عناصر مجموعة من هواة القنص، كانوا يزاولون رياضتهم المفضلة، في اليوم الأول لبداية موسم القنص بمحمية تابعة للجماعة القروية عرباوة (إقليمالقنيطرة)، يتوقع أن يتمكنوا من بلوغ العدد المسموح به قانونيا من الطرائد في منتصف النهار فقط. بدا هؤلاء القناصة الأعضاء بجمعية واد المخازن للقنص، أكثر انتشاء وفرحة بصيدهم الثمين، مما حذا بهم إلى استعراض الطرائد التي غنموها في يومهم الأول على أسطح سياراتهم، المتراصة عبر الطريق، تعبيرا عن فرحتهم وابتهاجهم بالرغم من التعب والمعاناة التي تكبدوها طوال يومهم. وكان القناصة قد أعدوا العدة ليومهم الأول في رحلة القنص، مع اجتماعهم، يوم السبت الماضي بمقر الجمعية بقرية «دشر أعراب»، التي تبعد بنحو عشرة كيلومترات عن مدينة عرباوة، قبل بداية مشوارهم في حدود الساعة الرابعة صباحا من يوم الأحد. وأكد رئيس الجمعية السيد عبد الحفيظ مشيش العلمي، الذي يقطن بالقنيطرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه مولع بهذه الرياضة منذ صغره ويحاول أن يعلمها لابنه الذي كان يرافقه والبالغ من العمر 13 سنة. وأشار إلى أن عدد المنخرطين بالجمعية يبلغ حاليا 34 عضوا ينتمون لمختلف المدن المغربية، معتبرا أن نجاح أي جمعية للقنص يرتكز على الانضباط والانسجام بين أعضائها. وشدد السيد العلمي على ضرورة ألا يقتصر نشاط الجمعية على مزاولة القنص وتتبع الطرائد فحسب، وإنما يتجاوزها ليشمل النهوض بالتربية والتكوين في هذا المجال، وحث أعضاءها على المساهمة في تنمية الوحيش والطرائد، ولاسيما من خلال المساهمة في عمليات تربية وإطلاق الوحيش، في تجمعات منظمة، وإعداد وتهيئة نقط المياه ومراكز المراقبة والحراسة، والتصدي لكل الممارسات غير القانونية. أما رفيقه، السيد الهاشمي مولاي عمر، الذي قدم من مدينة الدارالبيضاء، فإنه يزاول رياضة القنص منذ 40 سنة، وبالرغم من سنه المتقدم (73 سنة) فإن ذلك لا يثنيه عن البحث عن الطرائد حتى بالأماكن ذات المسالك الوعرة. وأشار إلى أن ما يميز القناص الحقيقي ليس الاهتمام بعدد الطرائد التي يتم اصطيادها، وإنما ما يتحلى به من صبر وإرادة أثناء عملية القنص. مع نهاية اليوم، وعند العودة، يخضع القناصة لحواجز للمراقبة والتفتيش التي نصبت على المحاور الطرقية الرئيسية، بهدف مراقبة مدى احترامهم للقوانين الجاري بها العمل، حيث يمكن أن تصل الغرامات المفروضة إلى نحو 40 ألف درهم، بحسب نوع المخالفة ومدة القنص. ومن جانبهم، يحرص الحراس الغابويون على التوفر على إحصائيات دقيقة ومفصلة حول عدد القناصين وعدد الطرائد التي يتم قنصها، لكي يتمكنوا من تحرير محاضر سنوية حول عملية القنص بالإقليم. وبحسب تقرير 2010-2009 ، فقد تميز الموسم الماضي بارتفاع طفيف في نسبة الطرائد المسجلة مقارنة مع السنة التي سبقتها. وتؤطر مديرية المياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليمالقنيطرة خمس محميات دائمة للقنص تمتد على مساحة 29 ألف و619 هكتارا، وأربع محميات يتم القنص فيها كل ثلاث سنوات بمساحة إجمالية تصل إلى 53 ألف و659 هكتارا. وأفاد المدير الإقليمي للمياه والغابات ومحاربة التصحر بإقليمالقنيطرة السيد مصطفى زروال، في لقاء مع الصحافة، أن استراتيجية المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، تهدف بالأساس إلى تنويع وتثمين الرصيد الوطني من الوحيش وتنظيم الصيادين وإدماجهم في تدبير مجالات القنص وتنمية القنص السياحي. (٭) ومع