خلدت الأممية التعليمية ومعها عموم المدرسين وعمال التربية في العالم ، اليوم العالمي للمدرس «ة»( 5 أكتوبر 2010 ) هذه السنة تحت شعار: ‘'إعادة البناء تمر عبر المدرسين'' La reconstruction passe par les enseignants وهو الشعار الذي يؤكد على الدور المحوري الذي يلعبه العنصر البشري التعليمي في العملية التنموية، وعلى أن أي إصلاح أو إعادة البناء للمنظومة التربوية وللتعليم عموما، لا يمكن أن يتم دون العناية بأوضاع المدرسين المادية والمعنوية وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والصحية ، وتوفير شروط أفضل لأداء مهمتهم النبيلة، وإشراكهم عبر ممثليهم النقابيين، في تدبير الشأن التعليمي وفي ضمان تكوين أساسي وتكوين مستمر جيدين إن شعار هذه السنة شعار يؤكد على الدور المحوري للعنصر البشري التعليمي في العملية التنموية للمجتمعات، إن إعادة البناء تبدأ من الأساتذة وان مئات آلاف التلاميذ والآباء والمناضلين في العالم أجمع يقفون إجلالا وإكراما للأساتذة وخاصة أولائك الذين عايشوا الأزمات بشكل مباشر أو غير مباشر سواء كانت أزمة إنسانية كالزلازل التي ضرب بعنف الهايتي أو الصين أو الفياضانات بباكستان أو الحصار الغاشم الإسرائيلي بفلسطين المحتلة أو الأزمة الاقتصادية العالمية التي مست عدة اقتصاديات للدول النامية في السنة الماضية أو في الحروب ... إن دور الأستاذ حيوي من أجل إعادة البناء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي . كما تخلد النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) بالمغرب هذه المناسبة وهي تواجه تحديات كبرى بفعل ثنامي مشاكل قطاع التعليم، سواء تعلق الأمر بسير المفاوضات مع الوزارة مركزيا، جهويا ومحليا بخصوص الملف المطلبي ، أو الظروف الصعبة التي يعمل بها الأساتذة والإداريون أو الأعوان أو القرارات المتتالية المصاحبة للمخطط الاستعجالي والتي تربك شغيلة التعليم بفعل تراكم المهام المطلوبة (المذكرة 74 المذكرة 122...) في غياب الإمكانيات واستمرار النقص في الموارد البشرية (الخصاص المهول) وسوء تدبيرها (إعادة الانتشار) و التوظيف المباشر ومسألة الجودة شكلا ومضمونا (مناهج برامج، وتجهيزات...). كل هذه المشاكل وغيرها أصبحت تشكل عناوين للأزمة التي تتخبط فيها المنظومة التربوية والمدرسة العمومية، ويؤذي ثمنها رجال ونساء التعليم والمدرسة العمومية معا في الوقت الذي تشهد فيه تشجيعا متزايدا للقطاع الخاص باستنزاف طاقات المدرسة العمومية. إن واقع التعليم ببلادنا تعبر عنه مختلف التقارير الصادرة سواء عن المجلس الأعلى للتعليم أو التقارير الدولية أو مواقف النقابات وخاصة النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) وكذا الرتبة المتخلفة التي يحتلها التعليم بالمغرب على المستوى العربي والدولي والتي تؤكد أن منظومتنا تعيش أزمة حقيقية يؤدي ثمنها غاليا التلاميذ والطلبة وكذا المدرسون والآباء وعموم المجتمع المغربي. وبهذه المناسبة أصدر المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) نداء للمدرسين والمدرسات ولعموم الشغيلة التعليمية المغربية يؤكد فيه) وفاء النقابة لرصيدها النضالي ولمبادئها المدافعة عن المدرسة العمومية ومن أجل التعليم الجيد للجميع، تنتهز فرصة الاحتفال باليوم العالمي للمدرس لهذه السنة لتؤكد من جديد على ضرورة وضع حد لظاهرة الخصاص التي تهدد الإصلاح بالفشل، كما تؤكد على ضرورة مراجعة جادة للكتب المدرسية والحرص على جودة محتوياتها كي لا تتحول إلى مجال للمتاجرة والمضاربات، إضافة إلى تحسين الحكامة الجهوية والمحلية لوضع حد لسوء التدبير. كما تتوجه بالتحية والتقدير لعموم أفراد الشغيلة التعليمية (مدرسون، إداريون وأعوان) على الجهود التي يبذلوها لاستمرار المدرسة العمومية في أداء رسالتها المجتمعية والتنموية رغم الظروف المهنية والمادية الصعبة والمتدهورة، وتدعوهم للمزيد من العطاء والنضال من أجل: مراجعة النظام الأساسي، وفتح باب الترقي إلى الدرجة الممتازة لكافة الفئات التعليمية، والاسراع بتفعيل قرار التعويض على العمل في المناطق النائية والوعرة وإحداث تعويض والتعويض عن المخاطر المهنية والأمراض المهنية. تقوية الإدارة التربوية وهيئة المراقبة التربوية بتمكينها من كل الوسائل الضرورية المادية البشرية للقيام بدورها التربوي والبيداغوجي والتأطيري. العناية بأوضاع المرأة المدرسة وأوضاع أسر نساء ورجال التعليم. الاهتمام بالمؤسسات التعليمية من حيث التجهيزات وخلق المكتبات المدرسية وتحسين فظاءاتها. تحسين الأوضاع المادية والإدارية لفئة الأعوان وكتاب وسد الخصاص المهول في هذه الفئة. إن النقابة الوطنية للتعليم (ف.د.ش) إذ تحيي عموم الأسرة التعليمية في العالم أجمع بمناسبة اليوم العالمي 5 أكتوبر فإنها تؤكد التزامها بالدفاع عن حق جميع الأطفال في تعليم عمومي جيد، وتدعو إلى العمل الوحدوي وتقوية علاقات التعاون الدولي بين النقابات لمواجهة تحتيات خوصصة التعليم وتبضيعه.