لايزال سكان مجموعة من الدواوير والكاريانات المنتشرة بتراب الدارالبيضاء الكبرى ، يعانون في صمت بسبب التأجيلات والتأخيرات التي تطال ملفاتهم بخصوص إيجاد حل للمشاكل التي تحول دون تسوية أوضاعهم. ويُعد « كاريان شنيدر» التابع لتراب مقاطعة أنفا ، والذي يقع بمحاذاة حديقة السندباد بشاطئ عين الدئاب، أحد التجمعات السكنية الذي تنتظر ساكنته التسوية العادلة. يعتبر هذ «التجمع» من بين أقدم الكاريانات الموجودة بمدينة الدار البيضاء، ومنذ مدة ، ليست بالقصيرة ، و سكانه يترقبون تحويل الوعود التي يتلقونها بخصوص ترحيلهم من الكاريان، إلى أرض الواقع ، علما بأن الوجهة لم يحدد لا تاريخها ولا مكانها ، وفق تصريحات بعض سكان الدوار . فحسب تصريح لأحد القاطنين تتواجد بالدوار مئات الأسر خص به جريدة « الإتحاد الإشتراكي » فإن تاريخ الكاريان يعود لأكثر من ستين سنة، حيث كان في بدايته عبارة عن منطقة شبه خالية من السكان، لتواجد شركة آنذاك ، تعمل على هدم الصخور بواسطة آلة ضخمة يطلق عليها إسم «دار لحجر» وقد تم نقلها بعد ذلك إلى الشاطئ من أجل رصها بجانب الميناء» . و «قد تم التخلي عن معظم عمال الشركة الذين سكنوا المنطقة، ليطلق عليه فيما بعد إسم «كاريان شنيدر» نسبة لصاحب الشركة شنيدر» يضيف المصدر ذاته. وفي سياق المشروع الضخم والمقرر إنجازه بغابة السندباد، فقد تم إعلام / إخبار السكان بإمكانية ترحيلهم السنة الماضية ، حيث أكد لنا أحد أبناء الكاريان (البالغ من العمر 48 سنة والمزداد بالمنطقة)، قدوم مجموعة من المسؤولين بصحبة عون السلطة الصيف الماضي، وقيامهم بإحصاء شمل معظم ساكنة الكاريان، حيت طُلب من قاطني الكاريان نسخة من البطاقة الوطنية وبعض المعلومات حول مساحة البراكة، وعدد «الغرف» ، إضافة إلى نوع العمل الذي يمارسه معيل الأسرة ، وكم يجني جراء عمله ... وغيرها من الأسئلة العادية، لتكون تلك أخر مرة يلتقون فيها بمسؤول، ما عدا بعض الإشاعات، حسب تصريح السكان التي مفادها أن موعد ترحيلهم إقترب، في ظل سرية تامة حول مكان الترحيل ، الشيء الذي يُبقيهم في حيرة دائمة تجعلهم غير عارفين بالمصير الذي تخبئه لهم الأيام ، أو الشهور أو السنوات القادمة ؟!