مساء الخميس 23 شتنبر، كان ركاب الحافلة رقم 19 التي تؤمن خط انزي- تيزنيت على موعد مع رحلة الرعب دامت 40 كلمترا ليلا، وهي مسافة الخط. فقد انطلقت الحافلة من بلدة انزي شرق تيزنيت حوالي الساعة 6 والنصف مساءا مع بداية حلول الليل من دون إنارة خافتة ولا قوية - كود فار- مخترقة المنعرجات والعقبات والمنحدرات التي يعج بها هذا المقطع الطرقي، المعروف لدى حرفيي النقل بخطورته. دب الرعب والهلع وسط الركاب، الذين أكد لهم السائق بعد فترة شك، أن أجهزة الإنارة بالحافلة لا تعمل، فوضع الجميع أياديهم على قلوبهم وبدءوا يتهامسون، والبعض منهم يقرأ اللطيف، والحافلة تتجه مسرعة نحو مدينة تيزنيت، وتتوقف كل ما كانت تتعرض لأشعة الضوء القوية من الجهة المقابلة على الطريق، فهي تشكل خطرا على ركابها، وعلى السائقين الآخرين. أحد الركاب صرخ في وجه السائق بأن طلب منه إنزاله بدل مواصلة المغامرة بحياته، ولم يهدأ إلا بعد أن لمح أضواء مدينة تيزنيت تلوح في الأفق. وفي هذه اللحظة بادر أحدهم بالاتصال بالشرطة ليخبرها بهذا الخرق السافر والخطير لقانون السير، والقيام بالاجرائات الضرورية لتوقيف هذه الحافلة عند المدخل الحضري، غير أن السائق فطن للأمر وأنزل الركاب قبل المدار، واتخذ وجهة أخرى لتفادي أول شرطي على الطريق. أما الركاب فقد استعادوا طمأنينتهم وشرعوا في السلام على بعضهم حمدا لله على سلامتهم في ليلة الرعب. جدير بالإشارة إلى أن هذه الحافلات توجد منذ مدة طويلة في حالة ميكانيكية جد متدهورة دون أن يكلف صاحب الامتياز عناء التدخل لتغييرها أو إصلاح اعطابها رفقا بحياة المواطنين الذين ليس أمامهم أي اختيار آخر غير هذه العلب القصديرية، التي لا يربطها بحافلات النقل الحضري إلا ... فهل يشكل دخول مدونة السير الجديدة حيز التطبيق بداية الانفراج؟ أم أن مالك هذه الحافلات لا يأبه بالقانون؟