شكل موضوع تفعيل المخطط الجهوي للصناعة التقليدية لجهة كلميم-السمارة ومناقشة وضع القطاع بكلميم، محور لقاء تواصلي نظمته ، مساء أمس الخميس، كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية لفائدة صناع تقليديين يمثلون عددا من الجمعيات والتعاونيات بالإقليم. ويندرج هذا اللقاء المنظم بتنسيق مع المندوبية الجهوية للصناعة التقليدية، في إطار اللقاءات التواصلية التي تعقدها كتابة الدولة مع الصناع التقليديين وكذا تفعيل المخططات الجهوية للصناعة التقليدية وتتبع المشاريع التي توجد في طور الإنجاز. وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستعراض القضايا والمشاكل التي تشكل عائقا أمام تطور القطاع بالإقليم، حيث ركزت مداخلات عدد من الحرفيين على ضرورة العناية بالقطاع وخاصة بمد الصانع التقليدي بالمادة الأولية وبأسعار مناسبة وكذا وسائل العمل اللازمة، بالإضافة إلى استفادته من الخدمات الاجتماعية ولاسيما التغطية الصحية والتقاعد. وشددت هذه المداخلات على ضرورة تأهيل مجمع الصناعة التقليدية بالمدينة حتى يرقى إلى المستوى المطلوب ودعم الطاقات الشابة وفتح آفاق واعدة أمامها لضمان استمرارية القطاع، بالإضافة إلى تنظيم معارض متنقلة للصناعات الحرفية بالإقليم وإشراك الصناع التقليديين في المعارض الوطنية والدولية. وطالب المشاركون في هذا اللقاء الذي حضره أيضا المندوب الجهوي للصناعة التقليدية وأعضاء غرفة الصناعة التقليدية بكلميم، بوضع برامج تكوينية وتأطيرية لفائدة الصانع التقليدي حتى يساير متطلبات السوق بالإضافة إلى دعم المشاريع المقدمة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. في هذا السياق ، شدد مدير المحافظة على التراث والابتكار والإنعاش بقطاع الصناعة التقليدية، السيد محمد سائري، على أهمية تفعيل المخطط الجهوي للصناعة التقليدية وخاصة منه الجانب المتعلق بوضع برامج تكوينية لفائدة الصانع التقليدي وتحسين جودة الإنتاج بتوفير آليات حديثة وكذا ابتكار تصاميم جديدة تتناسب وأذواق الزبائن وتستجيب لمتطلبات السوق. وذكر بهذا الصدد بالجهود المبذولة لإحداث مركز الدعم التقني بمجمع الصناعة التقليدية بالمدينة والذي سيكون جاهزا خلال هذه السنة بجميع التجهيزات والآليات التي سيحتاجها الصائغ لتحسين جودة الإنتاج مع الحفاظ في الوقت ذاته على طابعه الفني والتقليدي الذي تنفرد به كل جهة من جهات المملكة. وأشار السيد سائري إلى أن هناك برنامج يستهدف العالم القروي يتعلق بإحداث فضاء «دار الصنعة» يتم تجهيزه بأحدث وسائل العمل التقنية ويوضع رهن إشارة الصانعات التقليديات المتواجدات بالمناطق القروية التابعة لإقليم كلميم، حيث سيتم على شكل متحف تراثي يمارسن فيه أعمالهن وفي الوقت ذاته تسويق منتجاتهن. وأبرز أن هذا الفضاء سيمكن هؤلاء الصانعات التقليديات من الدعم في ما يخص المادة الأولية وتحسين مؤهلاتهن وكذا الرفع من جودة منتجاتهن، مشيرا إلى أن هذه التجربة ستطبق في ثلاث مناطق قروية بكلميم على أساس أن يتم تعميمها مستقبلا على باقي مناطق الإقليم. وبخصوص استفادة الصانع التقليدي من الخدمات الاجتماعية، أشار المسؤول المركزي إلى أن هناك تعاون مع الوزارة المعنية وخاصة الصحة، لمحاولة الخروج السنة المقبلة بمشروع التغطية الصحية لهذه الفئة وذلك بعد فشل تجربة برنامج «عناية» الذي عرف تعثرا، مضيفا أن الدراسات لازالت قائمة مع بعض المؤسسات الوطنية المهتمة بمواضيع الاحتياط الاجتماعي لمحاولة إيجاد إطار خاص لها في مجال التقاعد. يذكر أن عدد الصناع التقليديين بإقليم كلميم، يبلغ أزيد من أربعة آلاف صانع وصانعة في مختلف الحرف الفنية الإنتاجية والخدماتية، ينتظمون في أزيد من 25 تعاونية وحوالي 25 جمعية. وتتوفر مدينة كلميم على مجمع للصناعة التقليدية أحدث سنة 1978 ويضم 26 صانعا وصانعة تقليدية في حرف الصياغة والمصنوعات الجلدية والخياطة التقليدية والخشب، بالإضافة إلى مركز للتكوين بالتدرج وقاعة للاجتماعات