في خطوة جديدة للكنيسة بمنطقة المغرب العربي، قرر الفاتيكان أن يستجيب لملتمس وجهه له الأساقفة في آخر اجتماع لهم انعقد قبل مدة بالرباط، والذي لامس من خلاله رجال الدين الكاثوليك مكامن الخلل في نظرهم، والصعوبات التي تعتري توجههم وحضورهم الديني، مطالبين بتعيين رجال دين من أصول عربية بكنائس المغرب العربي يتم استقدامهم من كنائس الشرق، عوض رجال الدين الكاثوليك من أصول أوربية وغربية. قرار الموافقة على الخطة الجديدة، التي من المنتظر أن تتم بلورتها خلال اجتماع مقبل ستحتضنه الجزائر مطلع السنة القادمة، يروم وفقا لتقرير هيئة تنسيقية تجمع أساقفة الكنائس الكاثوليكية، تجاوز تراجع دور الكنيسة الكاثوليكية بالمنطقة، سيما بعد الحصار الذي بات مضروبا على أنشطتها، لاتهامها باستغلال العمل الخيري والاجتماعي والقيام بأنشطة في هذا الإطار، الهدف منها استغلال العوز الاجتماعي والفقر في بعض المناطق لاستمالة مواطنيها والتأثير عليهم من أجل تغيير ديانتهم نحو المسيحية، عبر القيام بأنشطة تبشيرية مغلفة في قالب خيري وإحساني. ويرى أساقفة المغرب العربي الكاثوليك أن من شأن قرار تغيير رجال الدين الأوربيين والغربيين بآخرين من أصول عربية، كما وقع بكل من الجزائر وتونس حيث تم تعيين أسقفين أردنيين، أن يسهم في تحقيق نوع من التناغم الثقافي من خلال اللغة الموحدة، وذلك من أجل إزالة أسباب التوتر الحاصل في العلاقة بين الكنيسة والحكومات المغاربية، بعد تعاقب طرد المبشرين من أراضيها، الذين تجاوز عددهم المائة في المغرب لوحده، وهو القرار الذي اتخذته السلطات المغربية ولقي مباركة من لدن الأوساط الدينية والشعبية.