ولدت السيدة نزهة العلمي في مدينة الدارالبيضاء سنة 1961، وحازت شهادة الباكالوريا في العلوم التجريبية من ثانوية الخنساء، ثم واصلت دراستها الجامعية في «كيبيك»بكندا، حيث أحرزت هناك على شهادة الباشلور في علم الأحياء الدقيقة، ثم على الماستر في علم الأحياء الخلوي، من جامعة شيربروك ، ونالت بعد ذلك شهادة الدكتوراه في الميكروبيولوجيا وعلم المناعة من جامعة مونتريال. وقد أشرفت على مجموعة من الدراسات والأبحاث المتعلقة بمرض السرطان والأمراض التعفنية. بدأت السيدة العلمي مسيرتها المهنية سنة 1994 كأستاذة جامعية متخصصة في علم الأحياء الدقيقة وعلم الفيروسات وعلم المناعة بكلية طب الأسنان في الدارالبيضاء، وتم انتخابها رئيسة لشعبة علم الأحياء والمواد الأساسية سنة 1995، ثم عينت سنة 1996 نائبة لعميد الكلية ذاتها. و قد ساهمت خلال فترة ولايتها في وضع أسس برنامج للتدريب الداخلي في كلية طب الأسنان، وكان لها دور هام في عملية التخطيط لبرنامجي التعاون الدولي والتكوين المستمر. بالموازاة مع المهام الإدارية، واظبت السيدة العلمي على إعطاء الدروس ومواصلة الأبحاث في مجال علم الأحياء الدقيقة، كما تم اختيارها في هذه الفترة عضوا في مجلس المؤسسة ومجلس جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء. عادت السيدة نزهة العلمي سنة 2000 إلى كيبيك الكندية من أجل تعميق معارفها العملية، واستفادت هناك من تكوين بعد الدكتوراه في معهد أبحاث البيوتكنولوجيا في مونتريال، وهو للإشارة هيئة تابعة للمركز الوطني للأبحاث والدراسات الكندي. و قد طورت خلال هذه الفترة مجموعة من الكفاءات وشاركت في العديد من الدراسات المتعلقة بعلم الأورام وسرطان الثدي. شغلت السيدة العلمي في الفترة الممتدة بين سنتي 2002 و2009 منصب باحث العلمي في جامعة McGill، ثم بمعهد الأبحاث والدراسات في مونتريال (وهو فرع لمختبر McGill أسسه البروفيسور بريان ليلاند، الذي يعتبر واحد من أكبر العلماء على الصعيد العالمي المتخصصين في التجارب السريرية الخاصة بسرطان الثدي). وقد أشرفت الأستاذة العلمي على فرق البحث وأيضا نتائج مهمة في التجارب ما قبل السريرية في علم الأورام، ولاسيما فيما يخص وضع علاجات جديدة لمرض سرطان الثدي وسرطان القولون. وقد تم توقيع العديد من عقود الأبحاث والتمويل بفضل مبادرات السيدة العلمي، وذلك مع شركات رائدة على الصعيد العالمي في مجال صناعة الأدوية، شركات من قبيل أسترازينيكا AstraZeneca و نوفارتيس Novartis و فايزر Pfizer و روش Roche، كما تم إبرام عقود مع شركات متخصصة في البيوتكنولوجيا في كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية (ألنيس بيو سيانس Alnis Biosciences و إنسميد Insmed و نوفوسيل Novocell وسيمافور Semafore و فيوكيست فارماسيوتكاز Vioquest Pharmaceuticals) واليابان (نانوكارير NanoCarrier). نشرت السيدة نزهة العلمي العديد من المقالات العلمية، وقامت بتقديم نتائج أشغال العديد من المؤتمرات الدولية في أوروبا («المركز الأوروبي للسرطان»: أمستردام، «التنظيم الأوروبي للأبحاث والعلاجات الخاصة بمرض السرطان»: جنيف وبراغ) وسنويا في الولاياتالمتحدةالأمريكية («الجمعية الأمريكية للأبحاث المتخصصة في مرض السرطان»: أناهيم، شيكاغو، لوس أنجلس، أورلاندو، فيلادلفيا، سان دييجو، سان فرانسيسكو، واشنطن)، إضافة إلى «ندوة سرطان الثدي» المنظمة سنويا في سان أنتونيو بولاية تكساس. حصلت السيدة العلمي سنة 2008 على جائزة من جمعية النساء العربيات في كيبيك اعترافا بمسيرتها الفريدة في الأبحاث العلمية ودراسات البيوتكنولوجيا، كما حصلت سنة 2009 على شهادة في إدارة الأعمال. ثم دفعتها تجربة الكبيرة في إعداد مشاريع البحث في الميدانين الطبي والعلمي إلى خوض مغامرة تأسيس معهد ميديكور MediCorp في كندا رفقة باحثين آخرين، وهو للإشارة مستشفى متعدد التخصصات في مونتريال. وتشغل السيدة العلمي منصب المديرة الطبية لمديرية الأبحاث والتطوير. ويقدم هذا المعهد خبراته الطبية لشركاء دوليين بما في ذلك بعض الجامعات ووزارات الصحة في الخارج. حاليا التحقت السيدة العلمي لتشغل منصب عميدة الجامعة الدولية في الدارالبيضاء، وهي جامعة متعددة الاختصاصات مهمتها تكوين أشخاص مؤهلين ومهنيين. يقول عنها انطونيو ماسيدا ، رئيس الجامعة «اليوم نحن على اقتناع تام بأن المغرب يمثل رهانا استراتيجيا، يمكن كذلك من الانفتاح على أفريقيا، الجامعة الدولية للدار البيضاء تساهم إذن في الجهود التي تبذلها الحكومة المغربية لضمان التنمية اللازمة لقطاع التعليم العالي، والذي يشكل قطاعا ضروريا لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد المغربي «، ومع بداية السنة الدراسية 2010 ، ستقدم الجامعة للطلاب أربع شعب هي : علوم الصحة، العلوم الهندسية ، التجارة وإدارة الأعمال والسياحة والإدارة الرياضية -- ما مجموعه 14 نوعا من الشهادات المعترف بها وطنيا ودوليا.