ذكرت مصادر أمنية أن دول الصحراء التي تحاول احتواء القاعدة تخطط لتجنيد خبراء في غسل الاموال لتعقب ملايين الدولارات التي يحصل عليها المتشددون من خلال الخطف والتهريب. وكانت حكومات المنطقة تركز حتى الان على الطرق التقليدية لالقاء القبض على المتشددين او قتلهم، لكنها الآن تريد استهداف الايرادات التي تستخدمها القاعدة في شراء اسلحة وتمويل شبكة دعم من المرشدين والمسؤولين الفاسدين. وقالت المصادر ان مسؤولين من الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر التقوا كخطوة اولى في العاصمة الجزائرية لبحث سبل التعاون في مكافحة غسل الاموال والتهريب. وقال مصدر مسؤول في الجزائر على علم بالقضية «القاعدة لديها ملايين اليورو التي ستحاول استثمارها في المنطقة. ينبغي لنا التصدي لمشكلة غسل الاموال هذه.» واضاف أن هدف الاجتماع المغلق في الجزائر هو «بحث سبل تعقب اموال القاعدة في الساحل». ويقول خبراء أمنيون إن جناح القاعدة في شمال افريقيا يستغل المساحات الخالية في منطقة الصحراء، وسهولة اختراق الحدود بين دولها لإيجاد ملاذ آمن يمكن أن يشن منه في المستقبل هجمات على اهداف غربية. وخطفت الجماعة التي تعمل تحت اسم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي عشرات الغربيين ونفذت هجمات محدودة النطاق في مساحة كبيرة من منطقة الصحراء الممتدة بين الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر. وقالت القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي إنها قتلت الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو (78 عاما) بعد ايام من مشاركة قوات خاصة فرنسية مع القوات الموريتانية في غارة فاشلة لتحريره. كما قتلت الجماعة رهينة بريطانيا العام الماضي. واكد مصدر مقرب لاجهزة الامن في النيجر ان غسل الاموال كان محور التركيز في اجتماع الاربعاء. وقال المصدر «أجهزة الشرطة والجمارك والجيش المتخصصة في المخابرات الاقتصادية والمالية... تضع الاسس لتعاون نشط في مكافحة الاحتيال واعتقد ان ذلك يشمل غسل الاموال». واضاف «الدول الاربع ستركز ايضا على تعزيز العلاقات المباشرة بين مواقعها الحدودية مع إمكانية إقامة مواقع حدودية مشتركة... لتسهيل مراقبة انتقال الاشخاص والبضائع». ونقلت وسائل اعلام محلية هذا الاسبوع عن رزاق بارا وهو مستشار أمني للرئيس الجزائري قوله ان القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي تحصل في المعتاد على فديات فى المنطقة قدرها خمسة ملايين يورو(6.4مليون دولار) عن كل رهينة اجنبي تطلق سراحه. وأبلغ متمرد كبير سابق أن الجماعة تستخدم الاموال التي تحصل عليها في شراء اسلحة تبتاعها في بعض الحالات من ضباط فاسدين في الجيش المالي، وفي رشوة مسؤولين محليين والفوز بولاء رجال القبائل.