أكد مستشار الإتحاد الأردني لكرة القدم والمدرب الأسبق للمنتخب المصري، محمود الجوهري، أن تراجع مستوى أغلب المنتخبات العربية كان وراء الغياب عن بطولة كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا، باستثناء منتخب الجزائر الممثل الوحيد للكرة العربية في المونديال. وقال الجوهري في مقابلة مع سي أن أن بالعربية، إن الإحتراف ساهم بدور كبير في تطوير الكرة العربية في السنوات الأخيرة، ولكنه طالب بضرورة الاحتراف الإداري وهو ما سيساهم في مزيد من الإرتقاء الفني، خاصة وأن الإدارة الكروية في أغلب الدول العربية مازالت هاوية. في ما يلي نص الحوار: { كيف تقيم تجربتك كمستشار فني للكرة الأردنية؟ لا تنسى أن الكرة الأردينة ظلت لفترة طويلة بعيدة عن مجال المنافسة الحقيقة في آسيا، التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الماضية، خاصة كرة شرق آسيا التي تقودها اليابان وكوريا الجنوبية، ولكن أرى أن المستقبل سيكون أفضل للكرة الأردينة بفضل الجهد الكبير المبذول فيها، بالإضافة إلى دعم الدولة وإهتمامها. { لماذا أنهيت تجربتك كمدير فني للاتحاد المصري وفضلت العودة للأردن؟ الإختلاف في وجهات النظر بيني وبين عدد من مسؤولي الإتحاد المصري لكرة القدم كانت وراء عودتي للأردن، وقد سعدت بفترة عملي كمدير فني للإتحاد المصري، وحاولت تطوير الكرة المصرية قدر المستطاع خلال الشهور التي توليت فيها المسؤولية الفنية، وعندما حدث الخلاف في وجهات النظر فضلت العودة للإتحاد الأردني لإستكمال ما بدأته هناك قبل عودتي لمصر. { لماذا غابت الكرة العربية في كأس العالم بجنوب إفريقيا بإستثناء الجزائر ؟ لاشك أن مستوى أغلب الدول العربية تراجع في السنوات الأخيرة، وهو ما أدى إلى غيابها عن المونديال الأخير، حتى مستوى الجزائر في كأس العالم لم يكن على المستوي المأمول، وخرج من الدور الأول دون أن يحقق شئيا، فتراجع مستوى دول كبيرة مثل المغرب وتونس والسعودية وراء الغياب عن المونديال، وهي منتخبات تعودت الجماهير أن تراها في كأس العالم. { لماذا لم تذكر منتخب مصر ؟ لأن منتخب مصر حالة فريدة ولا يدخل التصنيف السابق، فهو بطل إفريقيا في الدورات الثلاثة الأخيرة، ويضم مجموعة مميزة من اللاعبين ساهموا بدور كبير في السيطرة على الكرة الإفريقية، ولكن مازال منتخب مصر يخفق في التأهل لنهائيات كأس العالم منذ عام 90 بإيطاليا، وهو أمر مستغرب بالنسبة للبعض، إذ كيف لمنتخب يفوز ببطولة الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية ويفشل في الوصول لكأس العالم؟. إذا كان منتخب مصر قد فشل في الوصول لجنوب إفريقيا، إلا أن مستواه لم يهبط مثل منتخبات عربية أخرى، وقد تأهل منتخب الجزائر على حسابه في مباراة فاصلة. { ما هو تفسيرك لغياب منتخب مصر عن كأس العالم رغم إنتصاراته الإفريقية؟ التجارب السابقة تؤكد أن اللاعب المصري لا يجيد لعب مباريات التصفيات المنفصلة، على العكس من البطولات المجمعة مثل بطولة الأمم الإفريقية، فاللاعب المصري يكون في قمة تركيزه خلال المباريات المجمعة، لأنه يكون تحت سيطرة الجهاز الفني الذي يتابع تدريبه وانتظام حياته من مأكل ومشرب وتركيز وهدوء، وهو ما يساعده على الأداء القوي الفعال، مما يحقق له أهدافه، وهي أمور لا تتوافر في مباريات التصفيات، التي يلعبها على فترات متباعدة. { كيف تقيم تجربة الاحتراف في الكرة العربية؟ المؤكد أن الإحتراف ساهم كثيرا في تطوير الكرة العربية، وترى تأثيره على مستوى اللاعبين، إلا أن اللاعب العربي مازال لم يصل للمستو ى الاحترافي بشكل كامل لظروف مجتمعية، ويحتاج لمزيد من الوقت، فالإحتراف عرف طريقه للكرة العربية منذ ما يقرب من 20 عاما، وبمرور الوقت ستتلاشى سلبيات الإحتراف، ولكن ذلك يحتاج لمزيد من الإحتراف على مستوى الإدارة، فالكرة العربية في أغلب البلدان تدار عن طريق الهواة، ولابد من أن يعرف الإحتراف طريقه للإدارة، وعندما يحدث ذلك سيرتفع مستوى الكرة العربية أكثر. { لماذا تعتمد الكرة الخليجية على المدرب الأجنبي على عكس الكرة المصرية؟ المدرب الاجنبي يكون إضافة قوية عندما يكون المدرب صاحب خبرة كبيرة، والكرة الخليجية مازالت تعتمد على المدرب الأجنبي، لأن أطرها المحلية مازالت في حاجة لمزيد من الخبرة، ولكن بمرور الوقت ستعتمد الكرة في الخليج على المدرب المحلي، كما فعلت الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، ولاشك أن نجاح مدرب المنتخب المصري حسن شحاتة، شجع الأندية على الإعتماد على المدرب المحلي، بدليل أن النادي الأهلي الذي ظل معتمدا على المدرب الأجنبي على مدار 18 عاما متتالية، اعتمد مؤخرا على مدرب من أبناء النادي وهو حسام البدري وحقق نجاحات كبيرة مع الفريق.