نشب عراك استعملت فيه الأسلحة البيضاء مساء الجمعة المنصرم، أمام مقر مقاطعة سيدي مومن، بين مجموعة من قاطني «كاريانات» سيدي مومن، مدعومين بأعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الانسان، ومجموعة أخرى، تنتمي لجمعية «المصير»، التي أكدت مصادر عليمة، أنها موالية لأحمد بريجة رئيس مقاطعة سيدي مومن، ونائب رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء. وأسفرت «المعركة» عن جرح العديد من المواطنين ضمنهم محفوظ المحجوب عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع البرنوصي ونشطاء آخرون. كما أصيب في نفس الحادث رئيس جمعية المصير، الذي تقدم بشكاية لمصالح الشرطة، حيث أدلى بشهادة طبية تصل مدة العجز فيها إلى 25 يوما، وتفيد تعرضه للضرب على مستوى الرأس وجروح في وجهه وأنفه. كما قام أعضاء آخرون من جمعية حقوق الإنسان بطلب فتح محضر في النازلة حيث أدلوا بدورهم بشهادات طبية، تثبت مدة العجز في 21 يوما، وتفيد حدوث أضرار في الرأس والفك السفلي، وذلك وسط حضور أمني فاق 60 شرطيا، حسب ذات المصادر، دون أن يقوموا بالتدخل لفض الاشتباك الذي دام لأزيد من ثلاث ساعات، بحضور متأخر لقوات التدخل السريع، التي حاولت تفريق المشتبكين إلى ما بعد الواحدة من صباح أول أمس السبت. وعلمت الجريدة من مصادر مطلعة أن الشرطة القضائية بأمن الرنوصي زناتة اعتقلت 3 نشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذين تم إطلاق سراحهم في نفس الليلة، وذلك تطبيقا لتعليمات صادرة عن الولاية، اعتبارا للحساسية التي تطبع هذا الملف الذي طبع الصراع فيه بصبغات سياسية، و اشتدت فيه لعبة شد الحبل بين رئيس المقاطعة وبين الجمعية المغربية لحقوق الانسان، ومتدخلين آخرين. واتهم محفوظ المحجوب عضو الجمعية المغربية لحقوق الانسان فرع البرنوصي، أحمد بريجة رئيس مقاطعة سيدي مومن بإرسال المجموعة «المخربة» المجهزة بالهراوات والسكاكين، وغيرها، للهجوم على المتظاهرين أمام مقر مقاطعة سيدي مومن، والمطالبين بحقهم في السكن الكريم، وذلك أمام مرأى ومسمع من رجال الأمن. وترجع فصول الأحداث إلى قيام عدد من سكان كريان سيدي مومن القديم، بوقفة احتجاجية أمام مقر المقاطعة، وذلك للمطالبة بحقهم في الاستفادة من بقع أرضية بدل الشقق، لكن وقفتهم الاحتجاجية التي كانوا قد هيأوا لها شعارات خاصة، والتي انطلقت حوالي الساعة التاسعة والنصف من مساء المجمعة، لم يكتب لها أن تمر سلمية، حيث عرفت تدخل مجموعة من المواطنين تابعين لجمعية المصير، الأمر الذي نشأ عنه اشتباك استعملت فيه العصي والهراوات، والسيوف، والكؤوس الزجاجية والقوارير، والمياه الحارقة، وأشياء أخرى، حيث شرعوا في التشابك مع المتظاهرين الذين ناهز عددهم 800 فرد. وللتذكير، فإن الوقفة الاحتجاجية الأخيرة، جاءت بعد سلسلة من المفاوضات، والوعود من طرف المسؤولين عن ملف محاربة السكن غير اللائق، وحلقة من ضمن سلسلة الوقفات الاحتجاجية التي فاقت 100 وقفة.