يستعيد العراقيون من خلال دراما رمضان قراءة تاريخ بلادهم بدءا من مراجعة سيرة اخر الملوك فيصل الثاني وانتهاءا بالموقف من النظام البائد. وبعدما جذب العراق انظار العالم ليكون مادة دسمة للسينما والتلفزيون وجد العراقيون في تاريخ بلادهم ومنذ نشأة الدولة العراقية الحديثة وحتى السنوات التي اعقبت العام 2003 مادة تستحق الاضاءة في دراما رمضان حيث قدمت القنوات الفضائية العراقية مسلسلات عالجت فيها تلك الحقب التاريخية. فعرضت قناة «الشرقية» مسلسل «اخر الملوك» الذي يستعرض سيرة الملك فيصل الثاني من الفترة مابين (1935 - 1958) فيما قدمت قناة «البغدادية» مسلسلات «قنبر علي» و«بيوت الصفيح» و«السيدة» التي تسلط الضوء على سنوات الموت في ظل حكم النظام البائد الذي استمر على مدى ثلاث عقود وركزت على فضح اساليب القمع التي كان يتبعها والحروب التي خاضها والموقف الشعبي الرافض لغزو الكويت وما اعقبه من حصار وقمع للمعارضين في جنوب البلاد. فيما قدم حامد المالكي مسلسل «السيدة» الذي تحدث عن وحشية النظام البائد من خلال شخصية ناظم كزار وملاحقة العراقيين وقتلهم بالاضافة الى هروب بعضهم الى سوريا وموجة النزوح العراقية عقب عام 2006 واختيار العراقيين للاقامة في منطقة «السيدة زينب» في العاصمة السورية متناولا ايضا حياة اولئك الذين تركوا بلادهم لاسباب سياسية قبل الحرب عام 2003. اما فيما يتعلق بمسلسل «قنبر علي» فذكر مؤلفه ضياء سالم ان المسلسل يدون مرحلة مهمة من تاريخ العراق الحديث بدءا من عام 1990 الى يوم سقوط النظام البائد مضيفا «انه يتناول كذلك حياة المحلة الشعبية «قنبر علي» بكل تفاصيلها الانسانية والاجتماعية والسياسية كما يسلط الضوء على الممارسات القمعية التي كانت تمارسها مؤسسات النظام البائد من خلال مجموعة من الشخصيات الرئيسة». وفي السياق ذاته ذكر الإعلامي محمود المفرجي «إن نظام صدام حسين حكم فترة طويلة جدا وان المرحلة التي حكم بها لا يمكن إن يتجاوزها العراقيون فقد كانت مرحلة مريرة بكل المقاييس لذا فإن هذه الأعمال هي تدوين تاريخي لهذه المرحلة التي عاش بها الشعب العراقي في ظل نظام حكم بلغة الحديد والدمار لثلاثة عقود». الا ان الناقد والاكاديمي في كلية الاداب بجامعة بغداد فائز الشرع رأى ان «المسلسلات العراقية في رمضان لم تصور المجتمع العراقي كما هو بل تعاملت مع هذه القضية على ركائز مسبقة اغلبها يحمل اهدافا سياسية وطائفية واضحة خاصة في طريقة تصويرها لابن الجنوب او الاهوار».