لم تكن الزهرة جداد تنتظر أن يكون يوم الخميس 26 غشت، يوما مأساويا سيترك بصمة في حياتها وحياة أسرتها ماتبقى لهم من العمر، عنوانها الألم والحزن، وهي التي كانت في منزلها تعد العدة بكل طمأنينة لاستقبال آذان المغرب، موعد الإفطار بعد يوم قائظ اتضح فيما بعد أن حرارته أرحم وسهلة التجاوز، مادامت حرارة الفاجعة التي تلقت خبرها الأم أكبر من أن يطفئ لهيبها أو يخمدها، أو يروي ظمأها في بحثها عن حقيقتها، أمر آخر غير معرفة السبب الفعلي لوفاة فلذة كبدها ؟ نوفل كرضام الذي رأى النور في 04 يناير 1998، وإبن السيدة الزهرة الحاملة لبطاقة التعريف الوطنية B 601518 ، بدوره لم يكن يخال أن توجهه خلال ذلك اليوم بشكل اعتيادي كما جرت عليه العادة صوب مسبح السككيين الكائن بحي السككيين بشارع مولاي اسماعيل، من أجل اللعب واللهو والسباحة، لن يتكرر مرة أخرى، لأن زيارته للمسبح ستكون الأخيرة حيث سيغادره ليس في طريق عودته إلى حضن أسرته وإنما نحو دار البقاء! ما الذي وقع بالتحديد، سؤال لايزال يدور بخلد الأم والأسرة جمعاء، فنوفل توفي في المسبح خلال يوم الخميس المذكور، وتم نقله بعد ساعات عن وقوع الحادث على متن سيارة الإسعاف، في وقت لا يجدي فيه وينفع أي إسعاف، ولم تتم معاينة جثته ولا مكان الحادث من طرف مصالح الأمن، فضلا عن كون ذويه لم يتوصلوا بالخبر إلا في وقت متأخر، ومن طرف بعض أطفال الحي وليس بشكل رسمي من طرف إدارة المسبح أو أية جهة رسمية؟ حادثة أدت إلى وفاة الطفل، تجهل دوافعها ومن يقف خلفها، في وقت تؤكد فيه الأم أن المسبح يفتقد لأبسط وسائل السلامة والوقاية، ولم يتم الالتفات إلى هذا الجانب إلا بعد وفاة نوفل، الذي ترى والدته أن السبب في وفاته ليس الغرق وإنما جريمة ارتكبت ضده من طرف جهة ما، وما يؤكدها هو تضارب أقوال «ولدين معروفين بجبروتهما ووحشيتهما»، وفق تصريح والدة الضحية، التي تطالب النيابة العامة والشرطة القضائية بفتح ملف الوفاة الغامضة لابنها من أجل كشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين المحتملين في ارتكابهم لجريمة، جعلت الروح تغادر جسده وهو لم يتجاوز مرحلة البراءة، براءة الصغار التي التف عليها، ما اعتبرته، تواطؤ الكبار من أجل طمس القضية التي تنتظر أسرته كشف تفاصيلها ورفع الغموض عنها.