وفقا للمقترح المضمن في كتابه الأخير الصادر حديثا بالفرنسية في سلسلة «دفاتر الجديدة» تحت عنوان «وقائع سرية عن مازغان 1850-1950» ، حصل الباحث المغربي المصطفى اجماهري مؤخرا على موافقة ذوي حقوق الكاتب الفرنسي المعروف سانت إكزوبيري من أجل إطلاق اسم «مسار سيتاديل ? المغرب» على مسار ثقافي وسياحي ينطلق على خطى الطيار الفرنسي الراحل سانت إكزوبيري من مدينة الجديدة نحو قصبة بولعوان مرورا بدار القايد التونسي. وكان المصطفى اجماهري في كتابه الأخير الذي يضم 22 واقعة غير معروفة ذات الارتباط بفضاء الجديدة وإقليمها في الفترة المدروسة، قد أماط اللثام، لأول مرة وبعد تنقيب طويل، عن زيارة قام بها، سنة 1927، الطيار الفرنسي سانت إكزوبيري إلى قصبة بولعوان ولقائه هناك بالقائد التونسي (قائد قبيلة العونات إبان الحماية) الذي استضافه وأكرم وفادته. وكان لتلك الزيارة إلى منطقة معزولة بأقصى حدود دكالة وقعها الخاص في نفس سانت إكزوبيري حيث تولدت عنها نواة عمله التأملي الموسوم بعنوان «سيتاديل» (القلعة) والذي لم يصدر إلا سنة 1948 أي بعد الغياب المفاجيء لسانت إكزوبيري في مياه البحر الأبيض المتوسط. وربطا للحاضر بالماضي وكذا من باب المساهمة في خلق وتطوير سياحة ثقافية بإقليم الجديدة اقترح المصطفى اجماهري في كتابه الأخير، على من يعنيهم الأمر، توظيف بعض الوقائع التاريخية في خلق مشاريع أو إحياء تظاهرات أو تنشيط لقاءات، كمثل إحياء مسار الكاتب سانت إكزوبيري إلى قصبة بولعوان ودار القائد التونسي وهو المسار الذي حصل على الموافقة بشأن تسميته «مسار سيتاديل «المغرب» من جمعية ذوي حقوق الكاتب الفرنسي. وللتذكير فالكاتب الفرنسي سانت إكزوبيري (1900-1944) عرف بكتاباته الغزيرة ذات البعد الفلسفي والمنحى الإنساني ومن بينها «بريد الجنوب» و»طيار حربي» و»طيران ليلي» و»القلعة/سيتاديل» و»الأمير الصغير» التي ترجمت إلى أكثر من ثمانين لغة.