على بعد عشرات الأمتار من المشروع السياحي الضخم الذي تنفذه شركة «إعمار» الإماراتية على شاطئ طنجة، وبقلب الغابة الدبلوماسية (غابة ميريكان) أحد أجمل الفضاءات السياحية بمدينة البوغاز رخصت ولاية طنجة لشركة «أليانس» بإنجاز مشروع السكن الاجتماعي حيث سيتم بناء 3236 شقة، علما أن تصميم التهيئة يصنف المنطقة ضمن المناطق السياحية بعروس الشمال. من جهة أخرى وبالمحاداة من المشروع العملاق لشركة الديار القطرية بمنطقة هوارة السياحية على الساحل الأطلسي لطنجة تم الترخيص لشركة الضحى ببناء 5235 شقة تدخل في إطار السكن الاجتماعي، الأخطر من ذلك أن الترخيص تم في منطقة محرمة البناء باعتبارها «مرجة» تتجمع بها مياه الأمطار خلال فترة التساقطات حيث أن العمارات ستغمرها المياه من كل الجهات؟؟... مصادر على إطلاع تام بقطاع التعمير بمنطقة طنجة عبرت للجريدة عن استغرابها الشديد لسماح ولاية طنجة بإقامة مشاريع السكن الاجتماعي بجانب مشاريع سياحية عملاقة حظيت بدعم وعناية خاصتين من طرف أعلى سلطة في البلاد، ولم تستبعد المصادر أن يثير هذا الترخيص غضب المستثمرين القطريين والإماراتيين على اعتبار أن الترخيص لمشاريع السكن الاجتماعي بجانب المشاريع السياحية العملاقة من شأنه أن يؤثر سلبا على وتيرة تسويق مشروعي إعمار والديار القطرية. بعض فعاليات المجتمع المدني ممن استقصت الجريدة رأيهم حول الموضوع اعتبروا ما يحدث تدميرا ممنهجا لرصيد طنجة السياحي، كما أكدوا استعدادهم لإطلاق عملية اكتتاب واسعة بين ساكنة المدينة قصد تعويض أصحاب مشاريع السكن الاجتماعي مقابل الإبقاء على خصوصية المناطق السياحية التي تحظى بمكانة خاصة لدى ساكنة عروس الشمال. إن التدبير الكارثي لقطاع التعمير بمدينة طنجة خلال الخمس سنوات الأخيرة يقتضي فتح تحقيق جدي ونزيه في كل المشاريع التي تم الترخيص لها ضمن لجنة الاستثناءات إياها، التي اصبحت مدخلا لإعدام تصاميم التهيئة تحت يافطة تشجيع الاستثمار، بينما واقع الحال يؤكد أن المدينة تتعرض لتشويه حقيقي سينسف لا محالة كل الجهود التي تبذل من أجل أن تصبح طنجة جوهرة المغرب المتوسطي.