يلف الغموض قضية الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو الذي اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قتله السبت وتقول بعض المصادر ان الرهينة قتل قبل عدة اسابيع . واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أول أمس الاثنين مقتل جيرمانو الذي كانت القاعدة تحتجزه في صحراء مالي,واصفا العمل في كلمة متلفزة بانه «همجي» . ومنذ احتجاز الفرنسي، تضاربت المعلومات حول تاريخ خطفه. فالسلطات الفرنسية قالت ان جيرمانو (78 عاما) الذي يعمل لحساب منظمة انسانية صغيرة خطف في 19 أبريل في شمال النيجر. لكن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي اكد ان تاريخ الخطف هو 22 ابريل . ويمكن تفسير هذا التباين بالقول ان لصوصا نفذوا عملية الخطف قبل ان يسلموا جيرمانو بعد ثلاثة ايام لتنظيم القاعدة,وهو امر شائع في المنطقة. وخطف جيرمانو مع صديق له هو رئيس الجمعية الانسانية التي يعمل لحسابها الجزائري عبيدين اواغي. ولا يزال دور هذا الجزائري ملتبسا خصوصا انه اتهم في النيجر بالتواطؤ في عملية الخطف. وفي 14 ماي بث الخاطفون تسجيلا صوتيا للرهينة مرفقا بصورة له. لكن تاريخ هذا التسجيل بقي غامضا,ولم يعرف ما اذا كان يعود الى بضعة ايام خلت او الى اسابيع عدة. وعلى غرار ما قاموا به مع رهائن اخرين,طالب الخاطفون بالافراج عن معتقلين,وتحدثوا عن معلومات اضافية سيسلمونها لاحقا للمفاوض ,ما اوحى انهم سيقومون على الاقل باتصال غير مباشر مع فرنسا. لكن السلطات الفرنسية اكدت ان هذا الامر لم يحصل. وعلى مدى شهرين,التزمت الخارجية الفرنسية تكتما على الملف,مؤكدة ان ذلك يضمن القيام بتحرك فاعل. ومع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الخاطفون يوم الاثنين 26 يوليوز,ركز الجهاز الاعلامي في الخارجية على الجهود التي تبذل لاجراء حوار مع هؤلاء, لكن باريس قالت انهم يرفضون ذلك. وبرزت تباينات اضافية مع اعلان تنفيذ عملية عسكرية موريتانية شارك فيها جنود فرنسيون. ففي البدء جرى الحديث عن دعم لوجستي, ثم تبين ان ما بين 20 و30 جنديا فرنسيا شاركوا فعلا في هذه العملية. وفي البدء ايضا, اعلن ان العملية الموريتانية هدفت الى إحباط هجوم ولا علاقة لها بقضية الرهينة الفرنسي. ولاحقا، اكدت السلطات الفرنسية انها مرتبطة مباشرة بهذه القضية. وظلت الاولوية بالنسبة الى باريس تاكيد بذل كل الجهود للافراج عن الرهينة. ولكن في الوقت نفسه, اخذت جهات فرنسية واجنبية,في المنطقة وفرنسا, تلمح الى ان ميشال جيرمانو قتل منذ وقت طويل. وقال مسؤول فرنسي في نهاية الاسبوع الفائت «نحن مقتنعون بان وفاته حصلت قبل اسابيع عدة». غير ان السلطات الفرنسية اكدت انها لم تتلق اي طلبات محددة من الخاطفين. واعلن قتل الرهينة الاحد علما ان المهلة التي حددتها القاعدة اعطت السلطات الفرنسية حتى الاثنين فرصة احراز تقدم في الملف. ويعاني جيرمانو مرضا في القلب, وقد يكون قضى جراء الافتقار الى ما يكفي من الادوية للصمود في الصحراء طوال اشهر. واعلن الخاطفون انهم قتلوا الرهينة ردا على العملية الفرنسية الموريتانية التي نفذت الخميس. وجيرمانو هو الرهينة الثاني الذي تقتله القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بعد بريطاني قتل في يونيو 2009 . واكدت لندن مقتل مواطنها رغم عدم العثور على جثته. (أ، ف، ب)