تنظم سفارة هولندا بالمغرب جولة رياضية خاصة برياضة «بانا كاو» التي تعتبر فنا جديدا في رياضة كرة القدم بشوارع الأراضي المنخفضة. وستحط هذه الجولة، التي ستمتد من 27 يوليوز الجاري إلى الثاني من غشت المقبل في إطار الاحتفاء بمرور أربعة قرون من العلاقات الاقتصادية بين المملكتين المغربية والهولندية، الرحال بكل من مدن طنجة (27 يوليوز)، الدارالبيضاء (29 يوليوز)، الحسيمة (31 يوليوز) والناظور (ثاني غشت)، حيث سيقوم لاعبون يحترفون هذه الرياضة بإمتاع الجماهير من خلال تقديم عروض مسائية، ولعل أبرز الحاضرين خلال تلك العروض سيكون بطل سنة 2010 في هذه الرياضة، الهولندي، المغربي الأصل، مو بوتاكا. وتعتمد هذه الرياضة على الجانب التقني والفني للاعب أكثر من القدرة على تسجيل الأهداف، حيث لا تستغرق المباريات أكثر من ثلاث دقائق، إذ يتواجه لاعبان فوق رقعة لعب طولها ستة أمتار وعرضها أربعة أمتار. ورغم أن القانون يمنح الأفضلية والفوز لمن يتوفق في تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرمى الخصم، إلا أن الأولوية تُمنح للجانب التقني، إذ يكفي تمرير الكرة من بين قدمي الخصم واسترجاع الكرة من أجل حسم المباراة في حينها. وهذه القنطرة القصيرة هي التي يُصطلح عليها في العامية السورينامية/ الهولندية بكلمة «بانا»، حيث تعتبر بمثابة الضربة القاضية أو «الكاو»، ومن هناك جاءت تسمية هذه الرياضة ب «بانا كاو». وتلقى ال «بانا كاو» إقبالا كبيرا في هولندا، إذ يعتبرها المتتبعون أكثر من ممارسة لنمط آخر من أنماط كرة القدم، بل تتجاوز ذلك إلى شكل فني يتميز بقواعده الخاصة، وزي مميز يرتديه اللاعبون إلى جانب موسيقى معينة تساير إيقاع اللعب، ويسعى المتنافسون إلى إرهاق الخصم في أقل وقت وبأدنى جهد ممكن. ولقد انطلقت هذه اللعبة من الشوارع الهولندية، وانتشرت أساسا في أوساط الشباب المنحدر من أصول مهاجرة خصوصا المغاربة والسوريناميين، كما تأثر أولئك الشباب بأسماء بارزة في تاريخ كرة القدم الهولندية كإدغار دافيدز، وكلارنس سيدورف. ويقضي عشاق هذه اللعبة ساعات طوال وعدة أسابيع في التمرن على بعض التقنيات المبتكرة من أجل الجمع بين المتعة والتفوق في مبارياتهم. وكلما نجح أحد اللاعبين في تحقيق «البانا» أو القنطرة القصيرة، فإنه ينال احترام الخصوم ويصبح بطلا في حيه، أما إذا ما ابتكر طريقة تقنية جديدة، فإنه اسمه يظل لصيقا بها ويصبح معمولا به في قاموس هذه اللعبة. ولعل أبرز ما تنص عليه قواعد هذه اللعبة الشعبية هو «احترام الآخر» والامتثال لضوابط الروح الرياضية. ولقد شرعت هولندا منذ سنة 2004 في تنظيم دوريات خاصة بهذه الرياضة، تتضمن عروضا وورشات تقنية. وبلغ المعدل السنوي لتلك الدوريات مائتي دوري تمهيدي كل سنة تحتضنها مختلف مناطق هولندا، قبل الوصول إلى الدوري النهائي. ورغم أنه هذه الرياضة لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أنها شقت طريقها إلى مجموعة من البلدان الأوربية كبلجيكا، إنجلترا، سكوتلندا وسويسرا، وكلما حل اللاعبون الهولنديون بأحد تلك البلدان، تم استقبالهم كنجوم عالميين، على اعتبار الشهرة التي أصبحوا يتمتعون بها.