ضمن فعاليات الدورة 13 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، كرمت ثريا جبران، الفنانة التي أعطت الكثير وخاصة للمسرح المغربي. وقد صرحت بأنها رغم مشاكلها الصحية، ستعود إلى المسرح وستعود إلى الجمهور بأعمال جديدة. وقد استقبلها بحرارة شديدة سكان مدينة خريبكة. وبالمناسبة قال في حقها، المخرج لحسن زينون، كلمة خاصة، هذا نص ترجمتها: «تكريمات خالدة أشيد بها من جميع أنحاء العالم، تقديرا لمشوارها الفني ولإسهامها في تعزيز وتقوية الفن المسرحي بالمغرب. قبل أن أتكلم هذا المساء عن فنانتنا الرائعة والقديرة لابد من ذكر بعض الأعمال «الشمس تحتضر»، «أربع ساعات في شاتيلا» ومواضيع أخرى من أروع الانتاجات والأعمال في المسرح والسينما. إنني أتذكر أدوارها الممزوجة والغنية بالفكاهة والخيال، كعمل يوسف فاضل «ياك غير أنا»، هذا العمل البسيط/المعقد الذي يحكي عن السفر الخيالي لسيدة تسكن مدينة كبيرة ساحلية، ولكنها لم تشاهد البحر في حياتها. إنه سفر يقوده الفضول، لقد كانت تريد زيارة مركب كبير، وسافر بها هذا الأخير إلى وجهة مجهولة بدون علمها. وطوال هذا السفر المجبرة عليه بطلتنا / الوحيدة في مسرحية «ياك غير أنا» ترى أمامها حياتها المليئة بالخيبات والمتناقضات، والكفاح العصيب الممزوج باليأس، لأجل الحصول على مكان تحت الشمس، ضد كل الصعوبات وكل الأهواء، في مجتمع لئيم، ومعرض لكثير من الأمراض. إنه «وان وومن شاو» «one women show» أصرت فيه على التواصل مع الجمهور. هذا الجمهور المتميز الذي أتى للتصفيق عليها في هذه الأولى الكبرى. لاشك أن ممثلتنا الرفيعة أبهرتنا وجذبتنا بسحرها الشادي طوال عرض المسرحية، وبدون انقطاع، اللهم لالتقاط أنفاسها وترديد «ياك غير أنا» . إنها مسكونة بهذه الشخصية البسيطة، بدون مشاكل ولكن حياتها طريق بدون بداية ولا نهاية. وفجأة تستيقظ بطلتنا على أشعة شهب نارية في احتفالات رأس السنة، في هذا المركب الكبير المتجه إلى أمريكا، المليء بأناس أنيقين. وفي أسى عميق تكتشف بطلتنا أن كل هذا حلم «بصوت عال»، عندما ترى المركب يرجع إلى نقطة الانطلاق. ولكن لا يهم، إنها ولادة جديدة، ستعيش حريتها المسرحية، مع أهلها الحقيقيين الجمهور» .