حظي الوجهان السينمائيان المقتدران، المغربية ثريا جبران والتونسي فريد بوغدير، مساء أمس السبت بالمركب الثقافي بخريبكة، بتكريم خاص عرفانا بما أسدياه من خدمات جليلة للحقل الثقافي عموما وللفن السابع على الخصوص. وفي شهادات حية، خلال حفل افتتاح الدورة 13 لمهرجان السينما الإفريقية، استحضر فاعلون سينمائيون المشوار الفني الزاخر لهذين الرمزين المغاربيين، مثمنين مساهمتهما الفعالة في إبراز المؤهلات التي تكتنزها السينما الإفريقية وإعطائها صورة مشرقة على المستوى الدولي.
وقصد الكشف عن بعض معالم هذه المساهمة، سيتم خلال هذا المهرجان، عرض فيلمي "عود الورد" للمخرج المغربي حسن زينون، و"عصفور السطح" من إخراج الفنان التونسي المحتفى به.
وفي كلمة بالمناسبة، اعتبرت الفنانة ثريا جبران هذه الالتفاتة بمثابة تكريم لكافة الفنانين المغاربة، مؤكدة عزمها على السير قدما من أجل إعلاء كلمة الفن النظيف والراقي، ودعم مسارات التنمية والتقدم التي تنخرط فيها المملكة.
من جهته، أعرب المخرج بوغريد عن سعادته بهذا التكريم، مشيدا في الوقت ذاته "بالنموذج المغربي في مجال دعم والنهوض بالصناعة السينمائية إسهاما منه في إعطاء دفعة قوية للسينما المغاربية والإفريقية".
كما سجل الفنان التونسي التطور الملحوظ الذي ما فتئت تعرفه الإنتاجات السينمائية بالقارة السمراء، مما قد يساهم في دعم علاقات التعاون جنوب-جنوب في هذا الحقل الإبداعي.
وتم بهذه المناسبة قدم للمحتفى بهما درعان يحملان شعار المهرجان، وتحفتين فنيتين تعكسان مهارة وإبداع الصانع التقليدي بمدينة خريبكة.
وتعد الفنانة ثريا جبران إحدى الوجوه الفنية التي شقت طريقها بخطى ثابتة نحو التألق من خلال مساهمتها في سلسلة من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية لكبار المؤلفين من داخل المغرب وخارجه.
وسبق لها أن شاركت كفنانة في دورتي 1988 و1994 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، ووزيرة للثقافة في الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الفنية والثقافية في طبعتها 12 برسم سنة 2009، لتحل هذه السنة رئيسة للجنة تحكيم المهرجان.
أما المخرج والناقد والمؤرخ السينمائي التونسي فريد بوغدير فولج عالم الإخراج السينمائي منذ سنة 1990، ومن أشهر أعماله الفنية فيلم "عصفور السطح" الحائز على العديد من الجوائز القيمة من بينها التانيت الذهبي بقرطاج.
وقد سبق له أن شارك في العديد من المهرجانات الدولية بإبداعاته الفنية، وعضويته في لجن التحكيم الرسمية بكل من مهرجان "كان" و"برلين" و"البندقية" و"القاهرة"، فضلا عن اختياره مندوبا عاما للدورة 14 للأيام السينمائية بقرطاج (1992) ورئيسا لمهرجان السينما الإفريقية بواغادوغو (2001).
وسيتم خلال هذا الملتقى الثقافي والفني عرض 24 فيلما طويلا، سيدخل اثنا عشر منها غمار المسابقة الرسمية من أجل الظفر بجائزة "عصمان سامبي" الكبرى.
وتميز حفل افتتاح المهرجان بحضور على الخصوص، السادة محمد اليزيد زلو والي جهة الشاوية ورديغة وعامل إقليمسطات، ومحمد صبري عامل إقليمخريبكة، وأحمد حرزني رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ونور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي ورئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، إضافة إلى شخصيات أخرى مغربية وأجنبية من عوالم الفن والثقافة والإعلام.