(بقلم رشيد العمري) ظل مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة منذ إنطلاقه سنة 1977 بوابة يطل من خلالها عشاق الفن السابع على مستجدات الابداع السينمائي بالقارة السمراء وما تختزنه من كفاءات إبداعية ومن موروث ثقافي وتراثي خصب. وستتبارى في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان ،في دورته 13 المنظمة ما بين 10 و 17 يوليوز الجاري ،تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، عشرة دول افريقية للظفر بجائزة "عصمان سامبي" الكبرى (70 ألف درهم). وسيكون المغرب حاضرا بفيلمين أحدهما للمخرج إدريس شويكة بعنوان "ديستان كروازي" (مصائر متقاطعة) والآخر لمحمد مفتكر بعنوان "بيغاز" ،فيما ستدخل تونس المسابقة بفيلم "سينيسيتا" للمخرج إبراهيم لطيف، في الوقت الذي ستشارك فيه مصر بفيلمين أحدهما بعنوان "واحد صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكرى، والآخر بعنوان "فرح" للمخرج سامح عبد العزيز. وستخوض غمار هذه المسابقة أيضا كل من البنين بفيلم "لامان نوار" للمخرج جون بول اموسو، إلى جانب جنوب إفريقيا بفيلم "تشيرلي أدامس" لأوليفير أرمانوس، والنيجر بفيلم "أوطوبسي دان كونديدا" للمخرج مكاجي إسوفو ساني وكينيا بفيلم للمخرج هاوا اسومان بعنوان "صول بوي"، والكوت ديفوار بفيلم "إيل دو طومبيت" لصديقي بركات، والطوغو بشريط "بوان دو سيتور" لستيفان أف، ثم بوركينافاسو بفيلم "أون فام با كوم ليزوتر" لعبدواللهي داو. وخارج إطار المسابقة الرسمية ،ستعرض أفلام تمثل كلا من التشاد وتونس ومصر وغينيا وفلسطين ،بغرض بحث سبل توظيف علاقات التعاون التي يمكن نسجها في إطار جنوب -جنوب ،لبناء صناعة سينمائية إفريقي تكون في مستوى طموحات القارة السمراء التي لازالت مؤهلاتها وإمكانياتها الطبيعية محط أنظار كبار المخرجين العالميين . ويعد مهرجان هذه السنة فرصة سانحة لتقييم مسار وآفاق السينما الإفريقية وذلك من خلال ندوة علمية ستقارب موضوع : "السينما الإفريقية: التعاون جنوب جنوب". وسيتولى تنشيط هذه الندوة، سينمائيون من بينهم نور الدين الصايل (المغرب) وأمادو تيديان نياكان (السينغال) وميشيل اويدراوكو (بوركينافياسو) وعبدولاي اسكوفار (مالي). وما يميز تظاهرة هذه السنة، هو الدعوة التي وجهتها مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة لأزيد من 15 منبرا إعلاميا من داخل المغرب وخارجه ، لتسليط الضوء على 12 فيلما طويلا من آخر الإبداعات الافريقية برسم سنتي 2009 و 2010 . وأكد المندوب العام للمهرجان السيد الحسين الأندوفي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،ان الافلام المبرمجة "تبقى مثيرة للجدل والاهتمام لكون مواضيعها ،تعالج بتقنيات فنية حديثة عينة من القضايا ذات البعد الاجتماعي والسياسي المستوحاة من صميم الواقع. وأضاف أن الأفلام المتنافسة ستبث فيها لجنة للتحكيم ترأسها وزيرة الثقافة سابقا السيدة ثريا جبران إلى جانب المبدعين السينمائيين خديجة العلمي وأسماء الخمليشي (المغرب) ، وأمادو تيديان نياكان وبينديوكاي بيي (السينغال) وميشيل اويدراوكو (بوكينافاصو)، وقصي درويش (سوريا).وحتى تكون الفرجة مفتوحة في وجه الجمهور العريض، ذكر السيد الاندوفي ،أنه تمت برمجة ولأول مرة مجموعة من الأفلام ستقتحم فضاء المؤسسة السجنية وكذا الهواء الطلق لمدينة خريبكة إلى جانب مواقع القرى المنجمية لحطان وبولنوار وبوجنيبة التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط ،الذي يعد المحتضن الرسمي لهذه التظاهرة بغلاف مالي يصل الى مليون درهم من أصل ما يربو عن مليونين و800 ألف درهم كقيمة إجمالية لتغطية المصاريف المتوقعة. و شار الى ان الفنانة المغربية ثريا جبران والفنان التونسي فريد بوغدير سيحضيان بتكريم خاص اعترافا بعطاءاتهما القيمة خاصة في مجال الفن السابع ،حيث سيتم عرض فيلمين يبرزان إسهاماتهما الفنية المتميزة . ويتعلق الأمر بفيلم "عود الورد" للمخرج المغربي حسن زينون والثاني يحمل عنوان "عصفور السطح" من إخراج المحتفى به. وتابع السيد الاندوفي أنه ولسد الفراغ الذي تعانيه مدينة الفوسفاط على مستوى القاعات السينمائية ،ارتأت مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، اغتنام هذه المناسبة لإبرام اتفاقيتي شراكة إحداهما مع المجلس البلدي للمدينة بهدف برمجة أفلام سينمائية على طول السنة بالمركب الثقافي لخريبكة ،والثانية مع مهرجان فيلم الهواة بسطات لتوسيع رقعة المهرجان في دوراته القادمة حتى يشمل عددا من مدن ودوائر جهة الشاوية ورديغة. وعلى هامش هذه الأنشطة المتنوعة من المرتقب عرض بانوراما من الأفلام المغربية من قبيل "لمشاوشة" للمخرج محمد عهد بنسودة و"ألو 15" لمحمد اليونسي و"وليدات كازا" لعبد الكريم الدرقاوي و"خربوشة" لحميد الزوغي و"عبدو عند الموحدين" لسعيد الناصري. كما ستنظم ورشات تكوينية في مجالات السيناريو والمونتاج والصورة يشرف عليها على التوالي كل من محمد الشريف طريبق ولطيفة نمير وعبد الكريم الدرقاوي. وبخصوص المؤلفات السينمائية ،فيتضمن برنامج المهرجان توقيع 10 إصدارات من تأليف مبدعين مغاربة تتمحور مواضيعها على الخصوص حول "التجربة السينمائية عموما بدء من كتابة السيناريو ومرورا بفن التصوير" و "حركات الكاميرا والتمازج بين الحقيقة والخيال في الإبداع الفني " . وتتعلق هذه المؤلفات ب "أفلام...وأفلام" لعبد اللطيف البازي و"السينما والمجتمع" لمولاي ادريس الجعايدي و"كتابات في السينما- قراءات في افلام مغربية وعالمية" لعبد الكريم واكريم و"الصورة عند رولان بارت" لبوشتى فرق الزايد و"في السينما العربية "لمومن السميحي و"خطاب الصورة: المتخيل والواقع" لفؤاد زويريق ثم "سوال الهجرة في الاعلام والسينما" كعمل مشترك بين عبد الرحمان مسحت والحبيب الناصري وصالح العروسي.