اعتقد علماء الأعصاب لأكثر من قرن أن أدمغة البشر والثدييات الأخرى تختلف عن أدمغة غيرها من الأحياء كالطيور، باعتبارها أرقى وأشد تعقيدا وتطورا سواء من الناحية التشريحية أو الوظيفية. وقد استند ذلك الاعتقاد جزئيا إلى البنية المادية البيّنة للقشرة المخية الحديثة لدى الثدييات، وهي منطقة بالدماغ مسؤولة عن السلوكيات المعرفية المركبة. لكن دراسة جديدة لباحثين بقسم علوم الأعصاب بكلية طب جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وجدت أن المنطقة المعنية بتحليل المدخلات السمعية (الأصوات) بدماغ الدجاجة مخلوقة بطريقة تشبه نظيرتها لدى الثدييات،، وترى الدراسة أن هذه النتائج من شأنها أن تنهي دعوى فرادة وتميز الثدييات، حيث لطالما افترض عموما أن أدمغة الثدييات أرقى وأكثر تطورا من أدمغة الحيوانات الأخرى جزئيا على أساس البنية المتميزة لمقدمة الدماغ (الجبهة) والقشرة المخية الحديثة، وهما جزء من طبقة الدماغ الخارجية حيث تتركز الوظائف المعرفية والإدراكية المركبة. وتحتوي القشرة المخية الحديثة تحديدا على طبقات الخلايا (المغلفة) والمترابطة بواسطة أعمدة مصفوفة من خلايا أخرى، بحيث تشكل وحدات وظيفية تتسم بأنواع خلايا ووصلات عصبية معينة. علما بأن الدراسات المبكرة للمناطق المتناظرة في أدمغة غير الثدييات لم تجد ترتيبات (بنيوية) متماثلة، مما أدى لافتراض أن خلايا القشرة المخية والدوائر العصبية للثدييات فريدة بطبيعتها.