أعلن الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، خلال مأدبة غداء جمعته بقادة 13 دولة إفريقية من المستعمرات الفرنسية السابقة، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي الموافق ل14يوليوز من كل سنة، عن توحيد المعاشات بين المحاربين القدماء الفرنسيين وبين زملائهم المنحدرين من المستعمرات السابقة (23 بلدا، من بينها المغرب الذي ساهم 85 ألف محارب من أبنائه ضمن الجيش الفرنسي، استجابة لدعوة الملك الراحل محمد الخامس للانخراط في تحرير فرنسا من الغزو النازي أثناء الحرب العالمية الثانية). وقد سقط في هذه المعارك 15 ألف قتيل في معارك شمال افريقيا وأوربا و28 ألفا و800 جريح من بينهم 2400 معاق. وقد جاء هذا القرار استجابة لمطالب الآلاف من المحاربين المنحدرين من المستعمرات السابقة، الذين حملوا السلاح إلى جانب الجيش الفرنسي، بعدما وقفوا على حجم التمييز المسلط عليهم، خاصة في ذروة النقاش الذي خلفه عرض فيلم «الأهالي» الذي أخرجه الجزائري رشيد بوشارب، ولعب دور البطولة فيه المغربي جمال الدبوز، إضافة إلى سامي ناصري ورشدي زم وسامي بوعجيلة. وقال ساركوزي إن القرار يعبر عن «امتناننا الذي لا يتزعزع تجاه المحاربين القدامى وحرصنا على أن نراهم الآن يتمتعون بنفس مزايا التقاعد التي يتمتع بها إخوانهم في السلاح من الفرنسيين». ومن المتوقع أن يمس هذ القرار حوالي 17 ألف مغربي و14 ألف جزائري و4 آلاف تونسي من قدماء المحاربين من ضمن 35 ألف أو ذويهم ممن عملوا في الجيش الفرنسي، ويقيمون بدول أجنبية، وقد تم ترسيم الإجراء بعد الفتوى التي أصدرها المجلس الدستوري الفرنسي، الذي أفتى بإمكانية مطابقة أجور المتقاعدين من الذين يقيمون على التراب الفرنسي أو أولئك الذين يقيمون خارجه. وقد دأبت فرنسا، أيضا، على منح تعويضات عن إعاقات قدماء المحاربين الذين يبلغ عددهم حوالي 21 ألفا و310 أشخاص في المغرب والجزائر وتونس. ولم يشر ساركوزي إن كان المستفيدون بموجب الإجراء الجديد سيتحصلون على تعويضات بأثر رجعي، وهو ما يعني أن حقوق المحاربين القدامى من غير الفرنسيين قد هضمت، كما أن القرار جاء بعد أن توفي الكثير منهم، وفيهم من لم يخلف من يرثه من ذوي الحقوق! وكان الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك قد اتخذ قرارا بتوحيد المعاشات بين المحاربين القدامى الفرنسيين وغير الفرنسيين في سنة 2006، غير أن الإجراء تأخر مع مجيء الرئيس الحالي، نيكولا ساركوزي، في ظروف غامضة، إلى أن أفرج عنه بعد مرور أزيد من أربع سنوات من القرار الأول. وكان المحاربون القدامى من غير الفرنسيين يتقاضون قبل صدور القرار في أفضل الأحوال ثلاثين في المائة من المبلغ الذي يتقاضاه زملاؤهم الفرنسيون، بالرغم من أن الجميع كانوا في نفس الخندق خلال الحروب التي شاركوا فيها، بحيث يتقاضى الفرنسي نحو 690 أورو شهريا كمعاش تقاعد. أما السنغالي، فيتقاضي نحو 230 أورو والكاميروني 104 أورو والمغربي والتونسي والجزائري 61 أورو.