استقبل سكان العرائش قرار هدم السلطات العمومية لأزيد من ستين محلا تجاريا ومنازل ومقاهي بشاطيء رأس الرمل بالعرائش منذ أيام بكثير من السخط والامتعاض خصوصا في مثل هذا الوقت من بداية الصيف حيث السكان البسطاء الذين لا يسمح لهم دخلهم الفردي بالسفر والاستجمام في شواطىء أخرى أكثر راحة وتطورا من حيث الخدمات والمرافق وتحولت منطقة رأس الرمل على إثر هذا القرار إلى أطلال وخراب حيث الجرافات مدعمة بفرق أمنية أقدمت على تدمير البنايات وتحويلها إلى خراب وتركت الأمور على تلك الحال من الدمار كأن المنطقة قد خرجت للتو من حرب ضروس ! وحسب شهادات لبعض المتضررين، فإن إقدام السلطات على الهدم فاجأهم خصوصا بعد اللقاء الذي تم بينهم وبين السلطات المختصة التي طمأنتهم على حل مشاكلهم بطرق سلمية في نونبر الماضي لكن المتضررين سرعان ما فوجئوا بقطع التيار الكهربائي والماء عن منازلهم ومقاهيهم ليفاجأوا بالهدم في الأيام الماضية . وحسب مصدر رسمي مطلع فلقد استفاد بعض المتضررين من سكن أعد لهم في هذا السياق بمدخل محطة ليكسوس السياحية خصوصا أولئك الذين كانوا يقطنون بالفعل في تلك المنازل والمقاهي التي تعود ملكيتها إما إلى وزارة التجهيز أو إلى إدارة الملك الغابوي المفوت لبلدية العرائش والتي اكترته هي الأخرى للخواص أو منحت رخصة لتشييد سكن لهم، كما أن كراء موقف السيارات ارتفع ثمنه بشكل صاروخي حيث المبلغ انتقل من سبعة آلاف درهم إلى أربعة ملايين سنتيم في فترة الاصطياف ناهيك عن أن عرض أكشاك نموذجية للتسويق والخدمات وصل ثمن استغلالها إلى عشرين مليون سنتيم في ظل طوق من السرية مضروب حول هذا الموضوع . من جهة أخرى علمنا أن اجتماعا عقد مؤخرا تطرق فيه المسؤولون إلى التحول القادم الذي ستشهده المنطقة بعد استكمال الفترة الأولى من برنامج المخطط الأزرق الخاص بإنشاء محطة ليكسوس السياحية حيث محطات حديثة للمراكب ستقام على غرار محطات مارينا سمير وسيحذف مشروع القنطرة الذي كان سيوصل المدينة بهذا المشروع السياحي وستستبدل المراكب الشراعية الشعبية ( قوارب الصيد البحري التقليدي ) بقوارب سياحية حديثة أكثر جودة وأمانة وسيكون من شأن هذا التغيير القادم أن يرفع الكلفة للذهاب إلى شاطئ رأس الرمل ويحرم أبناء الطبقات الشعبية من ارتياد هذه المنطقة الشاطئية الشعبية. قرار الهدم والتخوف من تحويل منطقة سياحية شعبية إلى منطقة خاصة خلق نقاشا ساخنا داخل المدينة وعلى صفحات الفايس بوك من مميزاته أنه قد يسرع في التئام المجتمع المدني لقيادة معركة «تحرير الشواطئ» كما حدث في شواطيء تطوان منذ أعوام!