في أكبر عملية من نوعها بالمنطقة، تمكن الحرس المدني الاسباني من اعتراض قارب قبالة سواحل جزر الكاناري كان على متنه 2600 كلغ من الكوكايين الصافي، كان فى طريقه إلى المغرب باتجاه أوروبا. مصادر أمنية إسبانية ذكرت أول أمس السبت، أن العملية التي اصطلح عليها ب «بحر الجنوب»، كانت نتيجة تحريات انطلقت منذ نهاية السنة الماضية، ومكنت من تفكيك شبكة دولية متخصصة في تهريب الكوكايين الكولومبي عبر الخط الجديد الذي فتحته مافيا المخدرات، انطلاقا من أمريكا الجنوبية، كولومبيا على الخصوص، مرورا بجزر الكاناري ثم المغرب، وصولا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. وأضافت ذات المصادر أن العملية التي تمت نهاية يونيو الماضي، أدت إلى اعتقال عشرة من عناصر هذه الشبكة، سبعة يحملون الجنسية الإسبانية بينهم ثلاثة من أصل مغربي، بالإضافة إلى ليتواني وألماني وآخر من الأوروغواي. وقد جرت الاعتقالات في عدة مدن إسبانية، منها مالگة وألميرية بالإضافة إلى مليلية المحتلة، كما مكنت هذه المداهمات من حجز 1280 كلغ من الحشيش، ويتوقع أن تتواصل التحريات لكشف المزيد من التفاصيل، مما يرجح سقوط عناصر أخرى تنتمي إلى الشبكة. وحسب التحقيقات الأولية، فإن هذه الشبكة تمكنت في ظرف ستة أشهر من تهريب 4 أطنان من الكوكايين الصافي عبر نفس الطريق. وتؤكد المعطيات الأولية أن متزعم العصابة قام برحلات متعددة إلى كولومبيا، حيث جرى الاتفاق على تهريب هذه الشحنة، عبر باخرة انطلقت من هناك، وفي عرض المحيط الأطلسي تم تفريغ الشحنة في قارب شراعي يحمل العلم الإسباني باتجاه جزر الكاناري. وكانت الخطة التي تم إحباطها تقضي بنقل هذه الشحنة إلى السواحل المغربية، ليتم تهريبها بعد ذلك إلى إسبانيا عبر الزوارق المطاطية السريعة، بنفس الأسلوب الذي يتم به تهريب الحشيش المغربي إلى الجار الشمالي . وتؤكد هذه المعطيات ما سبق أن أشارت إليه العديد من الجهات المتخصصة في متابعة نشاط مافيا الكوكايين، التي فتحت لها سوقا جديدة في أوروبا، حيث تعتبر إسبانيا حاليا أول مستهلك لهذا المخدر على الصعيد العالمي، وذلك عبر السواحل الإفريقية الغربية، ومنها المغرب، مستفيدة من تجربة مهربي الحشيش المغاربة والإسبان.