الزمان صباح صيفي مضمخ برذاذ البحر .. المكان وليدية التاريخ والمحار والرمال الذهبية.. المناسبة انعقاد أول دورة للمجلس الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي بالإقليم الفتي سيدي بنور.. العاشرة صباحا توافد المناضلين على مقر الاجتماع .. مسعود أبو زيد الكاتب الإقليمي أول الملتحقين وأول الغارقين في التفاصيل التنظيمية لهذا المجلس ووراءه أعضاء الكتابة الإقليمية يرتبون ويوزعون في جو نضالي أعادنا إلى الأيام الجميلة التي كان فيها الاتحاديون وبكل الجدية المطلوبة، يسائلون الأوضاع ويؤسسون للمواقف القوية ويخرجون في اجتماعاتهم بالأفكار العميقة والبيانات السياسية الرصينة . ذاك المسعود أبا زيد وبحركات نشيطة يقدم تقرير الكتابة الإقليمية منذ تأسيسها في مارس الفائت. ورقة غنية متضمنة لكل الأنشطة التي أنجزت خلال حيز زمني لا يتعدى الثلاث شهور.. وضح فيها الجوانب التنظيمية والتكوينية والإشعاعية. الحصيلة هيكلة فروع الشبيبة، تأسيس فروع لنقابة التعليم، هيكلة القطاع النسائي، الانهماك في التأسيس لقطاع التجار والحرفيين، انغماس منظم وعقلاني في الجواب على أسئلة الفلاحة والفلاحين بتنظيم ندوة واستجلاب مفهوم النقابة داخل هذا القطاع وأهمية التنظيم داخله، إعداد ورقة بمثابة خارطة طريق للمستشارين والمستشارات، القيام بدورة تكوينية لفائدة المراسلين. تلكم كانت أهم الأنشطة وأقواها التي حكمت تصور وطرائق اشتغال الكتابة الإقليميةالجديدة في هذا الإقليم التنظيمي الجديد أيضا. الإخوة في سيدي بنور لم يتركوا شيئا للصدفة البليدة، استنطقوا سؤال الجهوية، عرجوا على القومية وعلى القضية الفلسطينية بمشاركة في مسيرة الرباط، اقتنوا مقرا للحزب بدعم متواصل من القيادة السياسية للحزب. هيئوا موقعا إلكترونيا تبث فيه مواقف وتاريخ وأنشطة الحزب بالمنطقة. وكما قال أبو زيد لدى تقديمه لهذه الحصيلة المشرفة .. «إننا نؤمن بالعمل الجماعي والقيادة الجماعية بعيدا عن الهيمنة، نعتمد التراضي والتوافق في صناعة القرار التنظيمي والسياسي، نحن هنا من أجل حماية الفكرة التقدمية لحزبنا وتوسيع تنظيمنا ومستعدون لتقديم الحساب والحصيلة لكل المناضلين بهذا الإقليم ...». الكاتب الجهوي للحزب الأخ نورالدين الشرقاوي شدد في كلمته على الضرورة القصوى لتقوية التنظيم بالجهة واستنباته في نقط جغرافية كانت عصية إلى وقت قريب على الاختراق الحزبي، ومؤكدا على استعداد الكتابة الجهوية للعب أدوارها الكاملة في دعم و تحديث ومصاحبة كل المبادرات التنظيمية السليمة والخلاقة لإعادة الوهج لحزبنا بهذه الجهة، وتابع الشرقاوي قائلا ..«إننا نثمن ونحيي ما يقوم به الإخوة في إقليم سيدي بنور وما يعرفه التنظيم من دينامية متميزة بكل مسؤولية». دورة المجلس التي أطلق عليها دورة أحمد الضمضومي، عرفت نقاشا عميقا سوئلت فيه الذات التنظيمية وتمت المصادقة فيه على تقرير الكتابة الإقليمية بالإجماع. وهو إجماع حقيقي نظرا لقوة وتماسك مضمون التقرير. كما طرح للمصادقة البرنامج الحزبي الذي سيغطي ما تبقى من هذه السنة وبداية الدخول السياسي والاجتماعي المقبل. وحاز هو الآخر إجماع كل المناضلين. أشغال المجلس الإقليمي العادي توجت بإصدار بيان سياسي يعالج الاختلالات والإعاقات التي تخترق أسئلة التنمية. وفي أجواء نضالية افتقدناها لسنوات خرج المناضلون في نهاية الأشغال والإحساس بالمسؤولية موضوع نصب الأعين والرهانات المستقبلية مستشعرة من لدن الجميع. من قال إن الآلة التنظيمية لم تعد تنتج رجالا؟ من قال إن الاتحاد فقد مناضليه الأوفياء؟ الصدق والالتصاق بقضايا الناس والمجتمع ومأسسة ثقافة القرب، والانتباه للأسئلة المحلية والجهوية من صميم دور المناضل والمسؤول الحزبي، وبهذا يستعيد الحزب موقعه وإشعاعه واحترامه وسط المغاربة، وذاك بالتأكيد ما يفعله الإخوة في سيدي بنور ومعهم أبا زيد.