تغمرنا فرحة كبرى وتمتلكنا نشوة عظمى وأنتم تتفضلون بمؤازرتكم لنا بحضوركم معنا اليوم واستجابتكم لدعوة اللجنة التحضيرية لهذا المجلس الاقليمي التأسيسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم سيدي بنور، هذا الحضور المعبر الذي نشكركم عليه ونشد على أيديكم جميعا بحرارة ونبادلكم حبا بحب ومودة. سعادتنا اليوم أعظم سعادة واعتزازنا أبلغ اعتزاز بحرص أخواتنا واخواننا في المكتب السياسي لحزبنا وإصرارهم على الحضور اليوم بقيادة أخينا العزيز، الاستاذ عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول في أول لقاء له مع المواطنين والمناضلين في محطة مثل محطتنا منذ انتخابه كاتبا أول لحزبنا. ونحن نقدر هذه الخطوة ونجل هذا الاعتبار، فإننا نضعه في إطاره الذي لايعني سوى تأكيد قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حرصها على الارتباط الدائم والتواصل المستمر والحوار الدؤوب مع القواعد الاتحادية والجماهير الشعبية وعموم المواطنات والمواطنين. وإننا وبإسم كافة المناضلات والمناضلين الاتحاديين لنشكر الأخ الكاتب الأول والاخوات والاخوة أعضاء المكتب السياسي لحزبنا ونحيي حضورهم ونقول لهم نزلتم أهلا وسهلا ومرحبا بكم فوق هذه الأرض الطيبة المباركة، أرض الشيخ التقي الورع أبو ينور عبد الله بن وكريس الدكالي، دفين هذه المدينة والقادم من مدينة مشتراية التاريخية بجماعة الغربية الحالية، مرحبا بكم في إقليم عالم الأدباء وأديب العلماء الفقيه المحدث واللغوي الشاعر، الشيخ المصلح أبو شعيب بن عبد الرحمان الصديقي الدكالي الذي قال فيه تلميذه عالم سوس وأديبها محمد المختار السوسي: بأي لسان يا شعيب تترجم فعمرو بن بحر عند وصفك يبكم مرحبا بكم اخواننا في قلب دكالة، في إقليم سيدي بنور، إقليم العلماء والفقهاء والشيوخ،وليس إقليم الطحالب الانتخابية والمتسلقين الانتهازيين، إقليم سيدي بنور الذي أنجب المقاومين الذين استرخصوا حياتهم وأهلهم دفاعا عن استقلال البلاد وحرية المواطنين، إقليم المناضلين الشرفاء الذين زهدوا في كل الاغراءات وأداروا ظهورهم لمحاولات الاستقطاب المخزنية والمصلحية وواجهوا بجرأة وشجاعة آلة القمع والتنكيل ليكون هذا المغرب لكل المغاربة يتقاسمون خيراته ويتحملون جميعا أعباء وتضحيات أبنائه. مرحبا بكم الاخوة أعضاء المكتب السياسي في مدينة سيدي بنور التي وضع سكانها ثقتهم في مرشحي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحملوهم أمانة تسيير شؤونها حاليا مرة أخرى بعد أن منح هؤلاء السكان ثقتهم لحزبنا في أول انتخابات جماعية عرفها المغرب سنة 1960 وتسلم مقاليد جماعة سيدي بنور الفقيد المناضل امحمد بلفقيه آيت الله، لتعبث آلة الفساد الانتخابي والتزوير بإرادة المواطنين بعد ذلك. لم يستسلم المناضلون الاتحاديون وخلقوا المفاجأة مرة أخرى عند انطلاق المسلسل الديمقراطي سنة 1976 وحطموا رؤوسا ليعودوا سنة .... لتسيير شؤون هذه المدينة لما كانت مركزا مستقلا. اخواتي، اخواني، الحضور الكريم، لقد ظل إقليم سيدي بنور قبل إحداثه بمقتضى المرسوم الصادر يوم 18 يونيو 2009 جزءا من إقليمالجديدة، كما ظل هذا الإقليم مهمشا ومقصيا من المشاريع التنموية الحقيقية ولم ينبه اليوم من التركة بعد التقسييم سوى الفقر والبؤس والهشاشة. فإقليم سيدي بنور الفتي يمتد على مساحة تقدر بحوالي 3227 كلم2 تقطنها ساكنة يبلغ تعدادها 440061 نسمة حسب إحصاء السكان والسكن لسنة 2004. بكثافة 136 مواطنا في الكيلومتر المربع مقابل 42 مواطنا على المستوى الوطني. وبالرغم من الصعوبات التي واجهت اللجنة التحضيرية في الحصول على المعطيات والأرقام الخاصة بالإقليم المستحدث، فإن ما تقدمه لنا الأرقام الرسمية يظهر بجلاء ويكشف بوضوح أن إقليمنا يعاني من عدة مشاكل وإخلالات كبرى: فعلى المستوى الديمغرافي، فإن نسبة السكان القرويين تبلغ 83,49% بينما لاتتعدى 16,51% في الوسط الحضري مما يعني أن سكان الاقليم (4/5% يعيشون على الفلاحة التي سواء كانت بورية أو سقوية فإنها لم تستطع لحد الآن توفير الحد الأدنى من العيش الكريم لغياب نظرة شمولية للتنمية القروية الحقيقية وعدم ربط مشروع التجهيز الهيدروفلاحي بخلق صناعة غذائية توفر الشغل لأبناء الفلاحين من جهة وتساهم في تثمين منتوج الفلاحين والرفع من مدخولهم. لقد أدى هذا القصور إلى إغراق الفلاحين في الديون سواء ماء السقي التي بلغت ما يفوق 65 مليون درهم أو ديون القرض الفلاحي والممونين الخواص، كما أدى إلى ضياع كبير لقوى العمل وانتشار البطالة بشكل مهول بين سكان وخاصة فئة الشباب منهم الذين سّدت في وجوههم كل نوافذ الأمل وجنح كثير منهم يائساً نحو التطرف والكفر بالعمل السياسي وجدواه ،أو نحو الانحراف، للارتقاء في عالم المخدرات والجريمة والرذيلة. وعلى المستوى الاجتماعي، فإن الأمية ضاربة أطنابها بالإقليم بنسبة 60,78% خاصة في صفوف النساء بنسبة 76,38% وأن مسافة لازالت تفصلنا عن تعميم التعليم، وأن التعليم الأولي يبقى مجرد حلم بعيد المنال. وفي ميدان الصحة، لا يتوفر إقليم سيدي بنور سوى على مستشفى واحد بسيدي بنور بطاقة 90 سريراً ومستشفى ثان بالزمامرة لم يفتح أبوابه بعد بطاقة مماثلة مما يرفع الطاقة الإجمالية إلى 180 سريراً بالإقليم بمعدل سرير واحد ل 4890 مواطنا مقابل 1629 لإقليمالجديدة و 1613 على مستوى الجهة دكالة عبدة و 1524 على الصعيد الوطني. بإقليم سيدي بنور، فإن طبيباً واحداً ل 6770 مواطنا مقابل 3490 وطنياً وطبيب واحد للأسنان لكل 73,343 مواطنا مقابل 11.184 بالجديدة و 18703 بالجهة و 8904 على المستوى الوطني، كما يتوفر الإقليم على 233 ممرضة وممرضاً بمعدل ممرض واحد لكل 1889 مواطنا مقابل 1399 بالجهة و 1.127 على مستوى الوطني. كما يعاني السكان من بعد المؤسسات الصحية وصعوبة التنقل والوصول إليها في ظل تلاشي الشبكة الطرقية الموروثة عن الاستعمار وتهميش الإقليم الجديد على مستوى البرنامج الوطني للطرق، وعلى مستوى المجالس الجماعية المشلولة والعاجزة. وعلى مستوى الاهتمام بالشباب والمرأة، فإن الحصيلة مخزية، إذ لا يتوفر إقليم سيدي بنور سوى على دار واحدة للثقافة بالزمامرة ومركز ثقافي بلدي بسيدي بنور وثلاث (03) دور للشباب ولا توجد بالإقليم ملاعب معشوشبة ومجهزة لكرة القدم، ويفتقر كليا لمخيمات ومآوي الشباب ومسابح وقاعات مغطاة وتنعدم في الإقليم أية مبادرة فعلية وصادقة للنهوض بوضعية المرأة وإدماجها في التنمية في غياب تام للقطاع الحكومي الوصي وتدني الإحساس والوعي لدى المنتخبين وتفعيل مقتضيات الميثاق الجماعي الجديد وخلق لجنة تكافؤ الفرص ومقاربة النوع. أخواتي، إخواني، الحضور الكريم إن مؤشرات الوضع الاقتصادي والاجتماعي بإقليم سيدي بنور لمثيرة ومُقلقة. وقد تطرق إليها التقرير الاقتصادي والاجتماعي، والتي هي نتيجة حتمية للسياسة المنتهجة من لدن الدولة منذ حصول المغرب عن استقلاله، سياسة ارتكزت على تجريم العمل السياسي بالبادية واعتباره جرماً يستحق العقاب والمواجهة، وأن الديمقراطية لم تخلق لسكان البادية الذين يجب أن يظلوا عبيداً في خدمة الأسياد مشكلين خزاناً كبيراً للأصوات الانتخابية توجهها الادارة وتتحكم فيها عند اختيارها أي الادارة ممثلين للسكان في تعاقد مقدس تتبادل الادارة مع هؤلاء الممثلين المصالح والفرص، مما جعل إقليمنا وعبر عقود جنة الفردوس المنشود لجل المسؤولين الذين لا يغادرون الإقليم إلا وقد جمّعوا ثروات هائلة بعد عبثهم بالبلاد والعباد. إن لوبيات الفساد وشبكات التخريب السياسي بالإقليم قد ظلت بتخطيط وتنفيذ من الادارة تضع يدها على كل المجالس والجمعيات الجمعوية والمهنية للفلاحين وحوّلتها أي المجالس والجمعيات إلى امبراطوريات يتربع على عروشها نفس الأشخاص الذين يورثوه إياها ولا يمكن الإطاحة بهم إلا بانقلاب تقوده الادارة تخطيطاً وتنفيذاً. إن هذا الواقع لم يعد مقبولا ونحن ننخرط في الألفية الثالثة وسنبقى في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في طليعة ومقدمة الجبهة النضالية لمواجهته ومحاربته داخل هذا الإقليم الذي لا نريده أن يولد معاقاً ونطالب من أعلى هذا المنبر، أن تعمل الحكومة في أقرب الآجال على استكمال شروط إقليم جديد بخلق مصالح خارجية لها به، واختيار أطر وكفاءات على رأسها، كما نطالب بإنصاف الإقليم ومده بالوسائل المالية والموارد البشرية الكفؤة والمجربة لتأهيله، كما نأمل أن ينبثق النقاش الجاري حول الجهوية ويؤدي إلى نظام جهوي يعيد التوازنات بين الأقاليم ويوازي بينها في التنمية ويخلق القطيعة مع المغرب ذي السرعتين. وأخيراً ندعو بإلحاح الإخوة في المكتب السياسي وعلى رأسهم الأخ الكاتب الأول لحث الفريق الاتحادي داخل الحكومة والفريقين البرلمانيين بمجلس النواب ومجلس المستشارين لاستحضار الوضع المؤلم لهذا الإقليم وتعاطيهم الإيجابي مع مشاكله وطموحات أهله وساكنته التي سنظل كمناضلين اتحاديين أوفياء لها وأوفياء لدم شهداء حزبنا يتقدمهم عريس الشهداء المهدي بنبركة وعمر بنجلون والفقيد العزيز السي عبد الرحيم بوعبيد الذي نجدد لروحه القسم الذي أديناه أمام جثمانه الطيب على لسان أخينا المجاهد عبد الرحمان اليوسفي: «قسماً يا أخي عبد الرحيم، إنا لعهدك لحافظون» ونشكركم مجدداً على حضوركم وحسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى». اللجنة التحضيرية