جاءت الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم المقامة في جنوب إفريقيا، والتي انتهت يوم الأربعاء ضعيفة من ناحية المستوى الفني، وشحيحة من حيت الأهداف، ما يبشر ببطولة يغلب عليها الطابع الدفاعي. فبعد إقامة 16 مباراة (خاض كل منتخب مباراة واحدة)، فإن معدل الأهداف هو الأدنى في التاريخ الحديث لنهائيات كأس العالم: 6،1 هدف في المباراة الواحدة، مقابل21، 2 هدف في دورة مونديال1990 في إيطاليا، والأخيرة هي الأضعف في العقود الثلاثة الأخيرة. من ناحية المستوى الفني، فأقل ما يمكن أن يقال بأنه ضعيف ولا يمت بصلة إلى المستوى العالي الذي تعود عليه المشاهدون لدى متابعتهم مسابقة دوري أبطال أوروبا، أما الإنجازات الفردية فتكاد تعد على أصابع اليد الواحدة، خصوصا أن بعض أبرز النجوم العالميين لم يكونوا على قدر موهبتهم، وعلى رأس هؤلاء البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والإنكليزي واين روني والفرنسي فرانك ريبيري. التفسير الوحيد الذي تقدم به المدربون هو الضغوطات التي ترافق عموما المباريات الأولى في الحدث الكروي الأبرز، خصوصا بأن الخوف من الخسارة يتقدم على الفوز، وبالتالي فإن الحذر هو السمة الأبرز لمعظم المباريات. فمن أصل 32 منتخبا مشاركا في النهائيات، وحدها ألمانيا نجحت في تسجيل أكثر من هدفين عندما سحقت أستراليا برباعية نظيفة، لتقدم حتى الآن أفضل استعراض جماعي منذ انطلاق المونديال. اأما المنتخبات الأخرى المرشحة فلم تقدم أي شيء يذكر: لم ينجح منتخبا البرتغال وفرنسا في التسجيل وسقطا في فخ التعادل السلبي مع الأوروغواي والكوت ديفوار على التوالي. سقطت إنكلترا في فخ التعادل مع الولاياتالمتحدة 1 - 1، تماما كما فعلت إيطاليا مع الباراغواي بالنتيجة ذاتها، في حين فازت الأرجنتين بأقل فارق على نيجيريا1 - 0، وسقطت إسبانيا أمام سويسرا 0 - 1 . وحدهما، هولندا الفائزة على الدنمارك2 - 0، والبرازيل التي تغلبت كوريا الشمالية 2 - 1 نجحا في تسجيل هدفين، لكن كلاهما قدم عرضا مخيبا للآمال ومن دون إبداع. كما سجلت كوريا الجنوبية هدفين في مرمى اليونان أيضا. بيد أن كؤوس العالم أظهرت أمرا تقليديا: المنتخبات التي تبرز في الدور الأول نادرا ما تذهب إلى النهاية، وغالبا ما نشهد المنتخبات التي عانت في هذا الدور تبلغ المباراة النهائية، فهل يتكرر الأمر في مونديال جنوب إفريقيا2010، أم أن البطولة ستشذ عن القاعدة؟