علمت «الاتحاد الاشتراكي» من مصادر عليمة، أن تنسيقا بين المصالح الأمنية المغربية والإنتربول مكن مؤخرا من تفكيك شبكة تنشط بين كل من فرنسا والمغرب في النصب على زبائن شركة الاتصالات الفرنسية «SFR»، من داخل أحد مراكز الاتصال بالدارالبيضاء. وفتح تحقيق منذ شهرين من الآن لاستجلاء مآل اختلاسات مالية تم رصدها من قبل إدارة الشركة الفرنسية في مصلحة الزبائن التابعة لمركز الاتصال «فون أسيستانس» بالمغرب، إذ ثبت أن أحد المستخدمين بمقر الأخير في الدارالبيضاء قد تورط رفقة مقيمين آخرين بفرنسا في عمليات نصب على مبالغ مالية كبيرة من المؤسسة العملاقة. وقالت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» إن الأمر يتعلق ب»ع.ق» وهو شاب ثلاثيني سبق أن عاش في فرنسا سنوات عدة خلف فيها سوابق عدلية عجلت بطرده من هناك. وجرى منذ حوالي أسبوع اعتقال المتهم بجريرة النصب على شركة «SFR»، في الوقت الذي حلت لجنة خاصة من الأخيرة بالمغرب للتحري حول الظروف التي ساعدت على تنفيذ عمليات النصب. وفيما تعتمد مراكز الاتصال/النداء في المغرب على إجراء مجموعة من المكالمات الهاتفية وذلك بلغات حية كالفرنسية، الاسبانية والانجليزية لإقناع الزبناء في أوربا والخليج وأمريكا الشمالية، بشراء الخدمة في ميادين ومجالات تهم الاتصالات والتجارة والسياحة والعقار... فقد تمكن «ع.ق»، حسب مصادر أمنية، من تنفيذ عملياته بعد حصوله بطرق ملتوية على الأقنان السرية لبعض من زملائه والتي تشفع له بالولوج إلى النظام المعلوماتي المعتمد في مصلحة الزبائن للشركة الفرنسية التي يوجد مقرها بالدارالبيضاء. وكان المتهم يملأ استمارات خاصة بالشكايات موضوعة رهن إشارة المستخدمين، مضمنا إياها بشكل ملفق تذمر زبائن الشركة من الخدمة المقدمة إليهم، حيث يعمد بعد ذلك إلى إرسال اقتراحات لإدارة الشركة تقضي منح الزبائن «AVOIR» يتمثل في هواتف نقالة غالية الثمن، كعربون تقدمه الشركة على حسن التعامل مع زبنائها. فضلا عن ذلك، أفادت المصادر أن المتهم كان يزوِّر الأسماء في عقود وفواتير زبناء «SFR» ويمرر طلبات خاصة بهواتف نقالة خاصة منها «الآيفون» والبلاك بيري»، مشيرة إلى أنه تم رصد حوالي 400 حالة مماثلة قام بها نفس الشخص بمعاونة أشخاص قاطنين بفرنسا تكفلوا بإدخال الهواتف المشار إليها إلى المغرب. وقامت لجنة محاربة التزوير في شركة الاتصالات الفرنسية، التي حلت بالمغرب لمدة ثلاثة أيام، بزيارة سوق درب غلف حيث يشتبه أن تكون الهواتف معروضة للبيع. وأفادت المصادر أن مذكرة صدرت في حق معاوني «ع.ق» مكنت من اعتقالهم بفرنسا. وعلم أنه تم استدعاء زملاء المتهم، الذين كان يلج بأقنانهم السرية إلى النظام المعلوماتي في مركز الاتصال بالدارالبيضاء لمعرفة إن كانوا متورطين معه في عمليات النصب، غير أنه تم الإفراج عنهم.