من أجل التحسيس بموضوع كرامة المرأة وموقعها من كرامة المجتمع، نظمت لجنة المرأة بفضاء تكوين وتنشيط النسيج الجمعوي بمدينة وجدة ندوة علمية حول موضوع «كرامة المجتمع من كرامة المرأة» وقد تم تناول هذا الموضوع من خلال ستة أبعاد: التاريخية، الفكرية، التشريعات الوطنية، المواثيق الدولية، البعد النفسي ثم البعد الإعلامي ، وشارك في تأطيرها ثلة من الأساتذة والدكاترة الجامعيين وطبيب نفساني بحضور عدد مهم من الفاعلات والفاعلين الجمعويين مؤخرا بقاعة الندوات بفضاء النسيج الجمعوي. وقد جاء تنظيم هذه الندوة لتسليط الضوء على موضوع كرامة المرأة كشرط أساسي وجوهري لبناء حضاري متفاعل وسليم، وفتح نقاش عمومي حول واقع المرأة ومدى نجاح المشاريع المعاصرة أو إخفاقها في ما يخص هذا الجانب. وتم التطرق من خلال فقراتها إلى ظاهرة الاتجار الجنسي في النساء سواء بالداخل أو الخارج، وتحرش بعض أرباب العمل بالمرأة العاملة واغتصاب القاصرات... مع التذكير ببعض التشريعات كمدونة الأسرة ومدونة الشغل وتضمنها لبنود حاول المشرع من خلالها الحفاظ على كرامة المرأة، مع مقارنة هذه التشريعات بالواقع المعيش للمرأة المغربية. كما تمت مؤاخذة بعض وسائل الإعلام على تعاطيها مع موضوع المرأة بطريقة لا ترقى إلى المستوى المطلوب وتطرقها إلى مواضيع تمس في الصميم كرامة المرأة، هذا بالإضافة إلى استغلال جسدها في الحملات الإشهارية وعلى صفحات بعض الجرائد لرفع نسبة مبيعاتها... وقد دعا المشاركون في الندوة إلى ضرورة تحسين صورة المرأة في الإعلام ومحاربة ظاهرة الاتجار الجنسي في النساء وتفعيل دور التشريعات في حماية الموظفات من تحرش أرباب العمل وأيضا في حماية القاصرات اللواتي يتعرضن للاغتصاب لتحقيق مكتسبات تصون كرامة المرأة ومعها المجتمع بأكمله. وفي هذا الإطار أشارت الأستاذة منى أفتاتي رئيسة لجنة المرأة بفضاء تكوين وتنشيط النسيج الجمعوي بالجهة الشرقية، إلى أن «صيانة كرامة المرأة هي صيانة للأرض والعرض معا، لأن العرض هو كناية لعمق المكون النسوي وأساسه، وللأصالة الحضارية للمجتمع، والأرض كناية لسيادة المجتمع على المقدرات والإمكانات والموقع والإسهام التاريخي».