نريد منك «اعتذارا صريحا ومكتوبا وعلنيا».. الثلاثية المقدسة وردت في رسالة القيادة الرشيدة للجمعية المغربية لحقوق الانسان.. وها أنتم ترون: الذين عجزوا عن فرض الاعتذار على الدولة، يريدون من جماهري أن يقدم الاعتذار. يا سلام، لقد اكتشفت أنني عبد الحميد لويس كاطورز، جماهري الرابع عشر!! أنا الدولة والدولة أنا.. الدولة قتلت العشرات في عهد مضى، الدولة أيضا اغتالت العشرات في عهد مضى، الدولة رمت مناطق بكاملها بالنار والحديد والقنابل والدموع والمأساة في عهد مضى، الدولة جوعت وعرت وأضعفت وعاقبت جماعيا الريف والاطلس والصحراء، الاتحاد الوطني والاشتراكي وإلى الإمام ولنخدم الشعب والمنظمة والجيش والمدنيين والمسلحين والعزل.. وأما أنا فقد انتقدت الرئيسة خديجة الرياضي!! ياله من مس بالذات المقدسة..! يا سلام، الريف والاطلس والعسكر والنقابيون والمدنيون والمسلحون واليساريون والإسلاميون والمتجولون وباعة النعناع والخبز... كلهم في ...كوم والرياضي في كوم!! أعوذ بالله من مثل هذا التواضع!!!!!!! مليون ضحية في كفة والرياضي في كفة الدولة في كفة وجماهري في كفة.. أو في كف عفريت!! أعوذ بالله من مثل هذا التواضع!!!!!!! لست الدولة، يا رفاق.. اللهم إذا كان خطأ في استعمال عبارة لينين الشهيرة - الدولة هي نحن!! الرفاق الذين بقوا في الجمعية يريدونني مذنبا، كي أعتذر لهم، وطبعا فهم يحبون أخلاق الاعتذار إذا كانت تعني أن أقف في قفصهم واتهم نفسي بأنني مفرط في الوطن!! يريدون مني أن أقبل بعيوب التطرف وأن أغض الطرف عن بعض عيوب المعتدلين، وعيبهم الأكبر أن لهم وطنا يحنون إليه بلا مواكب للغفران وبلا كاميرات جزائرية. الذين يتهمونني بأنني أفكر كالمخزن (المخزن الذي لا يملك حقائب مملوءة بالذهب يقدمها لي ويقدم ما يشاء لدعم استقلاليتهم)، أقول لهم بالوضوح الكامل إذا كان لي أن أختار فسأختار دولة المغرب، ولن أخدم دولة الجيران. اتركوا المهنة إننا في صلب الحديث عن قضايا قلتم بلسانكم إنها نوقشت، وأن الرأي الذي انتصر هو رأيكم. وقلتم بأنكم تضعون الملف بين يدي الأممالمتحدة لكي تبحث له عن مخرج ديموقراطي: لا بأس من العودة إلى هذا الحديث أيها السادة... هل أنا شوفيني في مغربيتي؟ لا تتعبوا أنفسكم ... والجواب :حتى الموت!!! ولكن أنا سليل عبد الرحيم الذي دخل السجن لأنه قال «لا يمكن أن يطلب مني أن أستفتى في وطني..» اقبلوا إذا شئتم، باسم الخروج عن الإجماع والترنح بين الطبقات والاستسلام لأحلام الدكتاتورية المجيدة بين أحضان ذوي الحاجات الخاصة، أما العبد الضعيف لشعبه، فلن يخون فكرته عن الوطن أبدا. ولقد توصلت بشظايا من طرف مناضليكم في الحزب وفي الجمعية تكتب عن الاجماع والمخزن والوطن ...بنبرة أقل ما يقال عنها أنها غير ودودة ... المخزن لا يقدم لي شيئا، اعتذروا لي، عما كتبه أعضاؤكم وهم يسمونني بالانتهازي ، وبالفاقد للثقافة التنظيمية(والحقيقة أنني لا أعتز أبدا بالثقافة التنظيمية للثكنات، ولا للبؤس الحديدي..!!) اعتذروا للوطن وللوطنيين الذين ماتوا من أجل وحدة بلادهم، اعتذروا للجيل الذي قاوم «ايكيفيون..» بحبات البصل والرمل وشلالات من الدم والحب الوطني وعارضوا النظام أشد معارضة.. واعتذروا لهذا الشعب الذي طعنتموه بتلقي خطاب من الانفصاليين وباستقبالهم «كأجانب» مؤتمرين؟ واعتذروا لأنكم تريدون أن تجعلوا مني علاّقة للوهم الاديولوجي الذي يضع الانفصالي والوطن في كفة واحدة.. اعتذروا لأنكم طلبتم مني أن أعلق أقدام ملايين المغاربة في الهواء إلى حين تمر قوافل الغزاة وقوافل الجيران، لن أذهب إلى احتفالات البوليزاريو، إذا كنتم تعتبرون بأنها طريقتكم في تقبل الاعتذار!. المطلوب منكم نقد ذاتي عما جرى ويجري..وليس تأليها مغلفا بمهاجمة من ينتقد أداء المؤتمر والهيمنة السياسية على محفل حقوقي..! طبعا أيها الرفاق ، أنتم تجدون دوما الطريقة لكي تكونوا أقل أنانية من الآخرين، إذ تعلنون أنانيتكم باعتبارها بطولة فكرية وحقوقية.. ولتسمحوا لي إذا لم أشاطركم هذا التفاؤل الذي تعتبرونه أرقى أشكال الأنانية،،!! لكي تعتقد الجمعية وتغفر لنفسها ما قامت به في حق الرفاق الرفاق والرفاق الشقاق، وفي حق البلاد وفي حق اللحظة التي نعيشها، اعتقدت أن من الأفضل هو أن تدرك بأن هناك ما هو أبشع من كل ذلك [عبد ربه الضعيف إلى شعبه]!! . لكن قل لي أيها الحقوقي، ما معنى الدفاع عن رئيسة الجمعية بالقول بأن الانتهازية السياسية - دعوة المنسحبين الى الانسحاب - والإجماع الوطني - قضية الحل الديموقراطي- واستعداء السلطة ..كانت هي المحرك لرأيي وما كتبته؟ الإجماع قلتم؟ أنا اجماعوي ، فليكن، عبد الرحيم دخل السجن لأنه لم يرد إجماعا على بتر الصحراء باستفتاء.. والدولة هي التي كانت تحاصر من يكون وطنيا بلا مرطبات دبلوماسية. لماذا السخرية ؟ لأن الحقيقة عندما لا تجرؤ على التجول بين الناس عارية، فإنها تختار لها لباسا شفافا هو السخرية. ويمكنني القول، بأن السخرية في حالتي اليوم لا تعني سوى ..وقاحة اليأس!!! لهذا أبدو وقحا، أو بعبارة التداول السياسي حقودا على الجمعية. !!حسب البيان الطيب الذكر. عزائي أن المسرح العبثي وفر علي الكثير من المجهود(لهذا يسميني الرفاق الصحافي الكسول والمبتدئ؟) فهو يعلمنا - مسرح العبث طبعا وليس الصحافي الكسول- بأنه عندما تغيب السخرية والفكاهة ، تنبت معسكرات الاعتقال!! أو ثقافة معسكرات الاعتقال التي لا ترى بأنه يمكن أن ينتقد أحد ما رئاسة الجمعية ورئاسة المؤتمر..! علينا أن نواجه الحقيقة بنبرة وبلمسة من السخرية، وإلا جانبنا الصواب .. ولست من الذين يعتبرون التجهم الإيديولوجي حاسة ضرورية لليسار لكي يحيى ولكي يستمر. (في دعوة الى فروعها، طلبت الجمعية تنظيم لقاءات موضوعها:الجمعية في عيون الاخرين). بالفعل عندما يقول «الآخرون..» في مؤتمر للجمعية - وليس في تاريخها ووجودها، فإن الجمعية ترغي وتزبد.. ولا تريد للآخرين أن يروها سوى بعيون.. مغمصة. وإيلا شافوا شي حاجة ما شي هي هاديك، نطبزوها ليهم ديك العين!! كنت أقول دوما إن «قلبي لن يسعفني على أن أنتقد اليساريين والديمقراطيين، وأنا أرى ما يفعله الرجعيون وما يفعله الفاسدون في هذا البلد وثرواته وخيراته ورأسماله الاخلاقي». واليوم أجد صعوبة في الانتقاد لأنه فرض علي ، لأنني لا أقبل بأن يمارس علي الطلب بالامتثال الثوري إذا قلت رأيا من الآراء.. لست عرشان ولا أوفقير ولا غيرهما من الجنرالات الذين أذاقوا بلادي أصعب أيامها وأقسى شهورها وأبشع سنواتها. لست سوى عبد الحميد جماهري- لا سلطة لي على اليساريين، ولا سلطة لي على الدولة ولا سلطة لي على الداخلية لا سلطة لي سوى ...حبي لبلدي. وبس وبفقر شديد اللهجة!! في الوقت الذي يتقاضى يساريون 100 ألف درهم (ايه نعم السي ) شهريا ويعتبرون الوطن مجرد حقيبة كبيرة من الافكار والدخان (جيطان بالتحديد) والزمن المقيت الذي جعلنا بينهم في حين أنهم منذورون لقيادة العالم. آه لو أن السلطة أخطأت الطريق وجاءت لتتمسح بأقدامكم:عوض طلب الاعتذار، ستطلبون انتحارا أمام الكاميرات وبالنقل المباشر!!