أخذ على عاتقي تقريب رياضة التنس من جميع الشرائح والفئات العمرية المغربية. ذلك ما قاله عزيز التفنوتي رئيس نادي التنس الملكي بمراكش، ويعتبر أن الوقت حان لتفعيل سياسة رياضة ودراسة، / تصوير: اسماعيل رمزي { معروف عن رياضة التنس أنها حكر على الطبقة الميسورة من الشعب المغربي، ومعروف كذلك على السيد عزيز التفنوتي أنه إنسان تواصلي، اجتماعي، وشعبي، إلى أي حد ساعدتكم شخصيتكم ومميزاتها هاته لنشر وتعميم رياضة التنس على جميع الطبقات والشرائح المجتمعية ؟ نعم، أنا إنسان شعبي، ازددت بحي شعبي بمدينة مراكش، وهذا هو المكتسب الذي أهلني لفهم عقلية الإنسان المغربي بصفة عامة والبسيط بصفة خاصة، ولا أظن أن رياضة التنس أصبحت حكرا الآن على طبقة معينة وبالضبط الميسورة، فالرياضة عامة أصبحت للجميع وفي متناول الكل، ولهذا أخذنا على عاتقنا كرئيس للنادي الملكي للتنس بمراكش تقريب هاته الرياضة من جميع الشرائح والفئات العمرية، وذلك باتخاذنا لعدة إجراءات تصب في هذا الاتجاه. { وما هي هذه الإجراءات ؟ أولا عملنا على خفض واجب الانخراط إلى أقصى ما يمكن، زيادة على عقد اتفاقيات شراكة مع جمعيات خيرية لتشجيع الأطفال على مزاولة التنس، وذلك بتوفير جميع الأمور اللوجستيكية من مكونين وأدوات خاصة باللعب، بل أكثر من هذا عمدنا إلى بناء ملاعب خاصة بالكرة الصفراء داخل إحدى دور الطفل بمراكش. { كيف هو الإقبال الآن على رياضة التنس بناديكم ؟ وكم عدد الرخص المتوفر عليها النادي؟ ولله الحمد فالإقبال كبير وكبير جدا خاصة بعد التظاهرات الدولية التي أصبح النادي المراكشي ينظمها ككأس ديفيدس لسنة 2003 والدوري السنوي للتحدي الذي يحمل اسم صاحب الجلالة محمد السادس، زيادة على تظاهرات جهوية ووطنية، فكل هذا ساهم في إعطاء إشعاع كبير للنادي المراكشي. وعن عدد الرخص فالنادي يتوفر على أكثر من 850 رخصة تشمل جميع الفئات العمرية للاعبين. { ما هي السياسة الممنهجة لتقوية نسيج نادي التنس الملكي داخل منظومة اللعبة بصفة عامة ولصنع الأبطال بصفة خاصة ؟ نعم فهناك سياسة موجودة ومقومات بشرية متاحة لهذا فنحن عملنا على خلق أكاديمية لصقل المواهب يشرف عليها الآن البطل المغربي السابق مصطفى ديسلام بمساعدة أطر ذات كفاءات عالية، لكن يبقى العائق هو وقت ومدة التداريب المرهون دائما بحصص الدراسة والتعليم بالنسبة للاعب، وهذا ما يكبح جماح التألق بالنسبة للممارس المغربي وعليه فالوقت حان لتفعيل سياسة «رياضة ودراسة». ويمكن أن نستشف هذه التجربة من الأشقاء التونسيين الذين أصبحوا يجنون الآن ثمار هاته السياسة. { السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو كيفية تفعيل سياسة «رياضة ودراسة» ؟ بإحداث مدارس رياضية أو على الأقل أقسام رياضية داخل المدارس التعليمية تتيح بموجبها للممارس أو اللاعب الاستفادة من حصص دراسية تتماشى وتداريبه اليومية. { عرف التنس المغربي استثناءات ومواهب غير عادية ككريم العلمي وهشام آرازي ويونس العيناوي هؤلاء هم من أوصلوا التنس المغربي للعالمية، هل اعتبار تألق هؤلاء الأبطال مجرد ضربة حظ ؟ أم ثمرة جهود سياسة جامعية محكمة ؟ لكي أكون صريحا فجميع الرياضات الجماعية منها والفردية تعرف استثناءات كالبطل العالمي سعيد اعويطة وهشام الكروج في الجري والنيبت والطاهر لخلج في كرة القدم زيادة على آرازي والعلمي والعيناوي الذين قفزوا بالتنس المغربي للعالمية بمجهوداتهم الشخصية ولذويهم، دون إغفال دور الجامعة الملكية التي كانت وما تزال توفر للأبطال جميع المساعدات حسب الإمكانيات المتاحة، لكن لا يمكن لهذه الأخيرة عمل كل شيء، فيجب مد يد المساعدة من المسؤولين عن القطاع الرياضي في البلاد لكي لا نقع في الخطإ الذي وقعنا فيه مع البطلة بهية محتسن التي وصلت إلى رولان غاروس ولعبت دوري أستراليا المفتوح، لكنها اصطدمت بحاجز غياب محتضنين ومستشهرين. { كلمة أخيرة لعزيز التفنوني. أولا وقبل كل شيء شكرا لجريدة الاتحاد الإشتراكي على استضافتها لي وليس بالشيء بالغريب على جريدة كانت وما زالت تناضل من أجل الرقي بالمنتوج الرياضي المغربي، ثانيا أناشد جميع الفعاليات المسؤولة عن الشأن الرياضي في بلادنا لتفعيل سياسة «رياضة ودراسة» وهاته السياسة هي التي ستمكننا من ركوب صهوة التألق العالمي.