قالها مرارا امحمد مجيد الرئيس السابق لجامعة التنس:«من المفروض أن تكون الأندية أساس ومنطلق أي مشروع لتكوين وإعداد لاعبي التنس الصغار.. للأسف لا يمكن الاعتماد على ناد تحول إلى حانة وبار..»! رحل امحمد مجيد، وخلفه فيصل العرايشي، لن نتحدث عن حضور أو غياب الشرعية والديمقراطية في هذه الخلافة، فهي مصطلحات تعودنا على تغييبها من قاموس الرياضة الوطنية، وسنكتفي بالتساؤل فقط: كيف نضع هيكلة سليمة ومستقيمة للتنس المغربي في هذا المحيط العام المتعفن الذي تعيش في ظله الرياضة الوطنية؟ كيف السبيل لخلق أندية تلعب دورها الرياضي الحقيقي وليس الترفيهي المغلف بتلك الأنشطة الموسمية، التي تنتهي عادة ب «نشاطات» تحضر فيها السيجارة والكاس، بدل اكتشاف موهبة صاعدة ومنحها سبل التألق في مسارها؟ وكيف يمكن للمكتب الجامعي الجديد أن يضع تأطيرا جديدا وطموحا، تقنيا وإداريا وتنظيميا، بهدف إعادة هيكلة الأندية، أو بمعنى أوسع، هيكلة رياضة التنس الوطني؟ هي نفس العناوين ونفس الأسئلة.. ونفس الكلمات تضمنها نفس الركن في عمود سابق بعنوان «سيجارة وكاس»، وهي نفس الحالة التي لايزال يمر منها التنس الوطني بعد مرور قرابة خمسة أشهر على تلك المتغيرات التي همت أعلى هرمه التسييري.. فعندما تغيرت تشكيلة المكتب الجامعي برحيل امحمد امجيد وتعويضه بفيصل العرايشي ورجالاته، ذهب الظن إلى كونها الفرصة المواتية لمعاينة حركية جديدة تعيد رسم بعضا من الاطمئنان في ساحة التنس الوطني.. ظن المتتبعون بأن عقلية التدبير المقاولاتي التي أضحت موضة ووسيلة لاعتلاء الكراسي، ستدفع إلى نسج رداء جديد لرياضة عرتها مناهج تسييرية تقليدية لاتزال تؤمن بنخبوية اللعبة، ولاتزال تحاصرها في مساحة ضيقة لامكان فيها سوى لمتعة الترفيه والتسلية.. وملء الوقت الضائع! لقد كنا نأمل أن تشكل سنة 2010، نهاية ذلك السقف الزمني لمشروع إعادة هيكلة رياضة التنس الوطني، والذي عرف انخراط الدولة ومشاركة حكومتها السابقة في إنجازه قبل أن يتم تهريبه و«إخفاؤه» من طرف مسؤولي ذلك العهد .. ترى أي مصير سلكه ذلك المشروع؟ تفاءلنا كثيرا بقدوم العرايشي كشاب طموح، يؤكد الذين يعرفونه عن قرب، أنه رجل عملي ومجتهد، وزاد تفاؤلنا بعلمنا أنه يتربع على كرسي أهم مؤسسة إعلامية عمومية، وهي الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بإمكانياتها وسلطاتها، مما سيفتح كل أبواب الانتشار وتأكيد الحضور أمام التنس الوطني، الذي ستسلط عليه الأضواء، وسيكون في واجهة عدسات الكاميرا.. لنكتشف للأسف، أن كاميرات العرايشي ظلت معطلة عن مواكبة أي تدحرج لكرة التنس.. ويبقى السؤال الذي يؤرقني في الحقيقة بشدة، هو أية معايير اعتمدها رئيس الجامعة في اختيار أعضاء مكتبه المسير.. علما أن من ضمنهم من يحمل جزءا من مسؤولية بعض المحطات السوداء التي مر منها التنس الوطني، ومنهم من يحمل ملفات (خانزة) في محيط النادي الذي ينتسب إليه! في الجمع العام الذي تم فيه «تعيين» فيصل لعرايشي رئيسا للجامعة، وضع هذا الأخير العناوين الأساسية لبرنامجه للارتقاء برياضة التنس الوطني.. تحسين دور الأندية، خلق وتوقيع عقود تشاركية بين الجامعة والأندية، توسيع دائرة الفئات الصغرى، ضرورة خروج التنس إلى الأحياء والمؤسسات التعليمية، التنسيق مع الجماعات المحلية.. سننتظر.. لعل وعسى تتحرك الآلة في الاتجاه الصحيح.. لتلعب الأندية دورها الحقيقي في التكوين وفي صناعة الأبطال.. وحتى لا تظل الكاميرا معطلة.. رجاء أصلحوا الأعطاب!